برحيل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه فقد العالم بأسره قائداً فذاً محنكاً قل أمثاله، حب وطنه فأحبه مواطنوه، ودعا إلى السلام فتجاوب العالم له، ونشر الإسلام في أرجاء المعمورة من خلال دعم غير منقطع. فعلى الصعيد الداخلي فهو المؤسس الحقيقي للنهضة الحديثة التي تعيشها المملكة ونعيشها جميعاً كمواطنين. فقد شهدت المملكة خلال ال 24 عاماً من عهده رحمه الله نمواً وتطوراً شاملاً في جميع مناحي الحياة ولعل توسعة الحرمين الشريفين وإنشاء مجمع طباعة المصحف الشريف وصدور الأنظمة الشاملة للحكم والمناطق والشورى والبلديات وبناء الإنسان السعودي وما أنجزه رحمه الله ستبقى خالدة إلى الأبد وستستفيد الأجيال منها جيلاً بعد جيل. فأعماله وانجازاته طيب الله ثراه كثيرة وهي شاهدة للعيان ويصعب حصرها في هذه العجالة، فالمواطن يفتخر بما قدمه للسلام في الشرق الأوسط والذي قدمه خلال مؤتمر القمة العربية في الرباط وتبناه الزعماء بالاجماع من أهم ما قدمه لحل قضية الصراع في الشرق الأوسط فقد كانت القضية الفلسطينية الشاغل الأهم بالنسبة له رحمه الله فقد قدم لها الشيء الكثير من الدعم المالي والمعنوي ونأمل أن يجني أخواننا الفلسطينيون ثمار هذا المشروع. أما على الصعيد الإسلامي فقد وقف جنباً إلى جنب مع إخوانه المسلمين في أنحاء العالم فانتشر الإسلام، وبنى المساجد والمراكز الإسلامية وأمن المصاحف بملايين النسخ لها، ولن ينسى المسلمون في شتى أصقاع المعمورة مواقفه المشرفة في جميع المصاعب التي واجهوها. وعلى الصعيد الدولي فقد وقف له العالم حياً وميتاً لما يتمتع به رحمه الله من بعد نظر وسياسة وحنكة ففي حياته احترمه وقدره الجميع لما له من مكانة مرموقة في الأسرة الدولية وأكبر دليل على ذلك الزخم الذي ميز تشييع جثمانه من حضور القادة والرؤساء والوفود من مختلف بقاع العالم. رحمك الله يا فهد وأسكنك فسيح جناته لما قدمت للأمة. وعزاؤنا في خليفته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله رجل المهمات الصعبة ورجل السلام ورجل المبادرات وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله. وما توافد الآلاف المؤلفة من المواطنين على قصر الحكم وإمارات المناطق والمحافظات والمراكز لمبايعتهما إلا أكبر استفتاء لحب وتمسك المواطن بهذه القيادة الرشيدة والسلالة الطيبة منذ أن أرسى قواعدها الباني المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه. وأخيراً رحمك الله يا فهد بن عبدالعزيز وأعان بعدك الملك عبدالله والأمير سلطان لمواصلة المشوار. ٭ وكيل إمارة منطقة القصيم