التطرف طبقات ودرجات، بل هو دركات! تبدأ بالإقصاء، وتنتهي بالتكفير وتتفاقم بالإرهاب، وممارسة العنف. وأتمنى أن لا تثمر الجهود في نصح هؤلاء، إلى تحويلهم من إرهابيين عنيفين إلى تكفيريين صامتين! هذه المرحلة خطيرة، أن نكتفي بتحويل الإرهابي، إلى تكفيري فقط، بمعنى أن يتم إنزاله من دركةٍ إلى دركةٍ أقل. بعض الذين نوصحوا، عاودوا للإرهاب، بسبب عدم تغير الجذر الفكري. حين يتحرك المتطرف في سياقات التكفير، متنقلاً بين طبقات التطرف، فإنه لن يتغير بالمعنى الحقيقي للكلمة. التغيير الحقيقي المطلوب، مستوى جوهري وليس مسحاً قشرياً. قبل أيام أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أحكاماً ابتدائية بالسجن والمنع من السفر لمدد تراوح بين 10 أشهر و6 أعوام على 12 سعودياً من خلية تضم 46 شخصاً تجرى محاكمتهم. ودانت المحكمة أحد المحكومين بدعوته إلى التحذير من التحاق الطلاب بالمدارس الحكومية، وزعمه عدم جواز الابتعاث. ودانت آخر ب«تحريم الوظائف الحكومية»، وتدرّجه في مسائل التكفير حتى كفّر نفسه، بحسب جريدة الحياة. العجيب أن المحكمة دانت أحدهم وحكمت عليه بالسجن 4 أعوام مع المنع من السفر لمدة مماثلة، لقناعته بأن العمل في الوظائف الحكومية حرام، واشتبه في مسائل التكفير حتى وصل به الحال إلى تكفير نفسه! الحقيقة أن مما يدعو إلى الضحك، ولكنه ضحك كالبكاء، أن يصل الإنصاف بالمكفراتي التكفيري، إلى أن يُكفِّر نفسه! ويصح أن يكون المثل: من كفر نفسه فما ظلم! مع أن هذا هو أشد صور ظلم النفس بياناً! فعلاً شر البلية ما يضحك! بآخر السطر، المتطرفون موجودون عبر الأزمان، لكن المشكلة أن يستطير شرهم، ويستفحل فكرهم، فيفرخوا متطرفين جددا!