حذّر رئيس الوزراء التونسي الأسبق الباجي قائد السبسي، الذي يرأس حركة "نداء تونس" المعارضة، من أن استمرار الأزمة السياسية في بلاده سيدفع الأوضاع نحو تكرار السيناريو المصري. وقال في حديث بثته القناة التلفزيونية التونسية الخاصة "نسمة تي في" ليلة الأربعاء-الخميس، إن الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في تونس لم تعد تحتمل إضاعة المزيد من الوقت، لأن استمرار الأزمة من شأنه دفع الأمور في تونس نحو السيناريو المصري. وشدد في هذا السياق على ضرورة تضافر جهود كافة الفرقاء السياسيين في الحكم وفي المعارضة من أجل التوصّل في أسرع وقت ممكن إلى حل توافقي لهذه الأزمة يكون شاملاً، بحيث يشمل حل الحكومة الحالية، وتحديد مهام المجلس الوطني التأسيسي، وموعد الانتخابات المرتقبة. وتعيش تونس على وقع أزمة سياسية خانقة اندلعت منذ اغتيال المعارض محمد براهمي في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، حيث تطالب المعارضة باستقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة إنقاذ، فيما ترفض ذلك حركة النهضة الإسلامية وشريكها في الحكم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية. وبحسب الباجي قائد السبسي، فإن الحل الشامل الذي يدعو إليه يجب أن يستند إلى مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية في تونس) التي تنص على حل الحكومة، وتحديد مجال عمل المجلس التأسيسي، وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة. ولفت إلى ضرورة ألا يتجاوز الإعلان عن هذا الحل الشامل مدة أسبوع، خاصة وأن إمكانية التوافق بين كل القوى والتيارات السياسية في البلاد واردة من أجل الوصول إلى مخرج لهذه الأزمة التي وصفها بأنها "الأخطر في تاريخ تونس" منذ استقلالها في 20 مارس من العام 1956.