وداعاً فهد نبع المحبة الصافي الذي لا يغيض .. وداعا أيها الوالد القائد والمعلم .. وداعاً يا جسر المحبة والتواصل بين مواطني المملكة وشعوب العالم .. يحزننا جدا فراقك يا قائد السفينة ... يا صانع التقدم والمجد ... يا رجل المرحلة التاريخية الصعبة الذي أعطانا الهوية، ومحبة واحترام جميع شعوب الأرض وقياداتها من خلال حكمتك يا زعيم العرب بلا منازع . عزاؤنا.. أنك لن تغيب عنا بشموخك بعد أن جعلتنا جميعا نفاخر بك وبالمملكة، ونرفع رأسنا عاليا .. أنت يا زعيم العرب الذي كانت سعة صدرك بسعة بوادينا وبامتداد صحرائنا، وبطول شواطئنا، وترامي بحورنا الزرقاء وعلو جبالنا.. عزاؤنا أننا كل ما تلفتنا حولنا شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً نراك موجودا في كل بناء وفي كل صرح .. في جبالنا وصحرائنا وشواطئنا ، بل في كل زاوية من زوايا المملكة الذي بنيت والذي قام وكبر وتعافى بل و تعملق على يديك. نراك في وجوه أطفالنا، وفي أفئدة آبائنا سير تحكي التاريخ للمملكة والعالم للموافق والقرارات والسجايا والانتصار للحق .. عزاؤنا أنك تركت لنا اقتصاد المملكة أنجح من نوعه عربيا .. وعالميا ... وأنك شيدت لنا دستور الحكم يستطيع أن يحرس المملكة في غيابك... عزاؤنا أنك ترحل رحيل الرجال العظماء شامخا مرفوع الرأس بأياديك البيضاء التي لم تترك شبرا من أراضي العرب والمسلمين والعالم إلا ووصلت إليه بالخير تبنى المساجد والمدارس والمستشفيات . عزاؤنا.. أنك وإن غادرت سفينتنا، وترجلت في هذا الزمن الصعب ،فإنك ربيت ودربت واحتضنت وأسست لنا قي قيادة بديلة تسير على دربك ولا تخطئه أبدا .. قيادة نهلت منك ومن مدرستك ... ومن شهامتك وعروبتك، من كرمك وسعة أفقك، ومن أبوتك وحنانك، من حبك وعطائك لهذا الوطن المعطاء الذي اخضر وأينع على يديك وبجهدك الذي لا نستطيع أن نفيه حقه مهما كانت قدرتنا في صقل الكلمات.. عهدا لك أيها الأب الزعيم ... يا زعيم العرب النبيل.. أن تعيش ذكراك العطرة بيننا ما دامت الأجيال المتلاحقة من مواطنين المملكة تملا رئتيها من هواء المملكة إلى أن تقوم الساعة . وعهدا لك يا زعيم العرب .... أن نبقى أوفياء للوطن الذي بنيت وأن نظل سائرين على النهج الذي أرسيته ... نقتدي بفكرك رغم أن مصابنا جلل، وخطبنا عظيم برحيلك يا فقيد العرب والمسلمين .. بل والعالم أجمع .... نعم، إن الموت حق ... {إنا لله وإنا إليه راجعون}.. وعهدا بالوفاء لخليفتك بأن نشد أزره ونقوى من عزمه نفديه بأرواحنا ونزود عنه بأجسادنا سائرين معه على درب العطاء والبناء لنكمل المسيرة ونحقق الآمال المنشودة.. رحم الله الفهد وحفظ لنا عبدالله بن عبدالعزيز وسلطان بن عبدالعزيز. *رئيس تنمية الموارد المالية بالغرفة التجارية الصناعية بالأحساء