هل حدث أن قرأت معلومات عن نتائج منافسات التخلّف العربي منذ مئات السنين.. بل منذ آلاف السنين؟.. أقصد.. مرور مسابقات تختص بذلك.. هل مرّت بك معلومات عن التخلّف على أنه ممارسة تقليدية معتاد تكرّرها.. فأدى إلى إقامة مسابقات تخصّها.. وأدّى إلى تعرّف بها على أنها سلوكية عربية معتادة.. نجومية الخيول.. مثلاً.. أو نجومية الجمال.. وقبلهما تأتي نجومية البشر في جزالة قدرات توجّهات التخلّف.. يعتصر المواطن الواعي ذهنه بجهد شاق.. ليعرف ما إذا كان الإنسان العربي عبر ما مرّ به من مناسبات عديدة تراجع بها إلى مواقع «الأسفل» نحو هبوط خاص هو فيه.. يفعل ذلك لأنه غير قادر في التوجّه إلى الأمام.. هل يمكن التفكير بهذا المضمون.. هذا المستوى؟.. مرّت عصور عديدة عايشنا خلالها انحدارات ليست قليلة ليكون في الواقع الأسوأ دون أن يعرف ذلك.. قد يقال عنه: إنه مجدّد كرامة.. مجدّد حرية.. يفتح منطلقات نحو واقع أفضل.. النتائج لم تكن تحدث هكذا.. نادر جداً أن يكون المواطن العربي قد استقر في واقع أفضل.. بالبراهين والشواهد والانتقال الذي نعي نحن ما عشناه في بساطة ما كانت عليه البداية من بداوة وفقر.. من بدائية تعليم وجهل.. ومع ذلك فنحن الآن - والحمد لله - نعتبر بعيدين تماماً عن التورّط في مهازل ما يحدث في العالم العربي من نوعيّات هبوط متلاحقة.. دول الخليج.. معظمها.. مرّت بذات تطورنا.. لكن من المحزن جداً عند مَنْ يستوعب تسلسل مرور عشرات الأعوام لعدد ليس بالقليل من العالم العربي.. وفي بعض آخر إصرار على واقع هبوط يخاف التوصل إلى الاستقرار والتوصل إلى حداثة قدرات.. اليمن مثلاً.. والعجيب الغريب أنك تجد انطلاق مسميّات لنوعيات ظروف اجتماعية قائمة لا تأخذ حقيقة واقعها، ولكنها تلصق بتفاؤل بعيد عنها.. مثلاً.. عصر الربيع العربي.. أين هو الربيع العربي؟.. وما هي نتائجه؟.. لماذا لم تسمَّ كل السنوات القريبة التي مرّت بأنها الصيف العربي؟.. الأكثر سخرية في الأمر أنك لا تجد اعتراضاً اجتماعياً على تلاعب إعلامي مستورد، وإنما تجده يُروّج كما لو كان واقع حقائق..