في هذا العالم العربي الضائع الاتجاهات.. المتعدد الخلافات.. صاحب تميزات الخطورة المتناهية في توالي نتائج الصراعات.. تناولت في لقاء أمس ما يخصه بالنسبة لواقعه الراهن المتعدد تباين حقائق الأوضاع، وفي الوقت نفسه سلبية وجود مجلس الجامعة العربية الذي لا نلحظ إيجابيات حضوره العام إلا عندما يكون هناك استقرار واضح في معظم المجتمعات العربية، لذا فهو حالياً في حالة غياب تقليدية معروفة.. والطريف المؤلم أن تعدّد نوعيات المخاطر العربية ليس من السهل أن يحاصر في حوار واحد، مثلما هو ليس من السهل أن يكون الاستقرار مطلباً جماعياً.. هو مطلب جماعي.. لكن كل صاحب ألم يطل من نافذة لا يشاهد منها واقع الآخر.. التصور الأول الذي لابد من احتسابه في أي حديث أو مقال عن المستقبل المطلوب لما هو جامعة عربية أو لما هو مشروعية طرح الآراء ذات المصالح المشتركة دون أن تكون هنا يد تأخذ برؤية عنق نحو مفهوم خاص أو نحو مخرج احترام يوفّر استمرارية الخلاف أكثر مما هو يوفّر إمكانيات التفاهم.. ليس هناك ضرورة بأن يكون اتحاد تفاهم محدود ولقاءات حوار متباين بين ما يزيد على العشرين دولة، بل يجب أن يكون هناك اتحاد يجمع بين دول قريبة المفاهيم وقريبة نوعية الأفكار في إيجاز يخرجها جيداً مما هو يهيئ له العالم العربي من اتساعات الضياع وتعدّد ملاعب الاقتتال.. نعم ملاعب وليست ميادين.. بعد أن أصبحت أخبار القتل المتعدد تأتي كأخبار أخرى شبه عادية.. وصول عدد من الدول المتميزة في مستويات وعيها.. والقوية في قدرات إمكانياتها وأهم من كل ذلك إدراك جزالة مخاطر ما هو يحاصرها من مخططات إغراق للعالم العربي بصفة عامة.. عندما يتواجد حضور هذا الوصول العربي بنسبة غير كبيرة.. لنقل عشر دول أو ما يقارب هذا العدد.. فإن هذا الحضور مع استمرارية الزمن واستمرارية وضوح النتائج ستحدث دون شك اتجاهات متعددة من واقع الضياع القائم إلى قائم التميز القادم المؤمل أن يرسم لهذا العالم العربي الذي لا تنقصه إمكانيات ولا خبرات علاقات دولية لكن تنقصه جزالة القدرة في كفاءة حماية المجتمع من مخاطر تعددات التمزق مثلما فعلت مصر ضد أي أهداف غير عقلانية..