هو عيد ملأ عقولنا بالفرح.. وملأ عواطفنا بجزالة الارتياح.. ووضع حياتنا بكل مضامين الابتهاج.. هو عيد تعوّدنا أن نتبادل مع يومه الأول عبارة «كل عام وأنتم بخير».. فأصبحنا على يقين من تعدّد الخير بما انتشر أمامنا من شواهد شمول التفوّق.. تصوروا أن ثلاثة ملايين أو أكثر من المتديّنين الأتقياء وبهويات مختلفة ولغات مختلفة وفي زمن محدد قد توافدوا على أي دولة بداية بأمريكا وانتهاءً بأي موقع أفريقي كيف كان سيتم توفير الأمن أولاً في عصر أصبح فيه الأمن مستهدفاً بتنوّع العداوات وأن فئات معينة في مقدمتها القاعدة وفي عضويتها دولة أو دولتان ترفضان أي استقرار عربي.. إن الأمن مهمة صعبة خصوصاً ونحن نعايش في عالمنا العربي - مع الأسف - ضعف الحضور الأمني الذي عرقل مسارات الإصلاح بل وفّر أوضاع خلافات أكثر مما وفّر أوضاع تفاهم وتعاون.. في بلادنا لم يقف الأمر عند هذا العدد؛ فعدد الملايين وفي زمن محدد ومساحات محددة توفرت مع الخدمات الأمنية خدمات طبية رائعة.. خصت سيدات ورجال تقدم السن مثلما وفّرت للطفولة التي لم تلتقِ بلغة واحدة وإنما التقت بأفراح ديانة واحدة.. إن رعاية مسؤوليات الحج.. ليس بسبب الحج.. وإنما بسبب طبيعة الأوضاع العربية القائمة.. رعاية ليست بالسهلة إطلاقاً، ولو لم يكن الحج فريضة محددة الزمن والمكان لما تعالينا افتخاراً بما وفّرته قيادتنا من أوضاع استقرار وأمان ورعاية تساوت فيها اللغات والجنسيات برعاية أبوة دولة فخورين بها، لأنها احتضنت التميز برعايتها الأمنية لمواطنيها طوال العام ثم لضيوفها في مناسباتهم الدينية المهمة.. نقدم كل التقدير لوزارة الحج فيما هي عليه من حضور إيجابي ومتعدد ميدانيات التواجد، وليس هذا بغريب، فهي جزء من الكل القيادي الذي وفر له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كل إمكانيات التوجه إلى الأمام وليس إلى الخلف.. عبدالله بن عبدالعزيز الذي وفر جزالة تطور الحاضر وفتح لها عبر مشاريعه الهائلة نوافذ الاطلاع على تعدد إيجابيات مستقبل قادم.. إنه وولي عهده سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز هما ذروة المثالية في كفاءة القدرة القيادية النادرة في عالمنا الثالث حيث معهما كل عامنا عيد..