نقف بكل احترام للجهود التي تبذلها رعاية الشباب للشباب في مختلف الالعاب والانشطة الرياضية ولكن نقف جميعاً في حيرة من امرها في سوء الخاتمة التي يجدها الشاب الذي انتهى عمره الرياضي ولم يعد يقدم ما يوازي الاهتمام به، في حين انه في وقت مضى كان ملء السمع والبصر، واصبحت نهايته اما حارس امن او عملا بسيطا يسد به نصف حاجته او اقل منها، او الى المجهول، وهذا في الغالب ونجد النهاية، وكما تطالعنا الصحف اليومية بحال هؤلاء اللاعبين ليستدروا به العطف، إما في العلاج وإما في شراء بيت او الى مساعدة مالية يتكرم بها الموسرون بعد ان كان هذا اللاعب يرفع رأس الوطن واهله في مشاركاته الوطنية العديدة التي لا تقدر في وقتها بمال الدنيا عند رعاية الشباب والأندية والمواطنين كذلك. وهذا هو واقع الحال ولكن الوفاء يمنع اهله من ان يؤخذ الرجل لحما ويرمى عظما ويكتفى بما يسطره التاريخ له من مجد ولكن يسبب له الالم الآن ولا يشرف ابناؤه ولا اسرته لانهم سيلومونه بعد ان كان اهتمامه بالرياضة مقدما على اهتمامه بتعليمه شخصياً او تعليمهم والاهتمام بهم او بحثه عن سبيل رزق كريم له ولهم، بدلاً من ان يسأل الناس ويورث لأسرته الفقر بسبب اهتمامه بالرياضة وشغفه بها وانجذابه وراء الاضواء والشهرة. ان هذا الطرح ليس جديدا ولن يكون الاخير بل ان الهوة تزداد بتأجيل ذلك وعدم وجود دراسات او رؤى تسعى الى تصحيحه وعلاجه بالكلية، وقد اصبح حال اللاعبين يؤرق من به حس وطني وانساني لانهم اصحاب عطاء فيما يتقنوا، وكم سعدنا بما مضت فيه وزارة الداخلية مشكوره حول وضع مسمى لاعب رياضي في مكان المهنة الذي سيصدر قريباً، كما صرح به في الصحف قبل وقت قصير واعتبره الرياضيون نصراً لهوايتهم واعترافاً بها، وهذا دليل على القناعة بها رسمياً وهي المرة الاولى التي تسجل لمثل هذه الأنشطة، ومع ذلك بقي دور الجهة الاكثر مساساً بالرياضي وهي رعاية الشباب التي لا نعرف السبب في تجاهل هذه المعضلة طوال السنين الماضية، وعدم سعيها في ضمان مستقبل هذا اللاعب واهله بعد ان يكبر او يعتزل او يصاب او يصبح غير قادر على العطاء لان ما نشاهده يؤلم ولا يعكس الوفاء من الاندية اولا، ومن مظلتهم الكبرى ولن نبني بهذا مستقبلاً مشرق للرياضة على الرغم من الانفاق المالي الكبير، لأننا لم نوجد الولاء لها ولا الانتماء الصادق اليها ولم نزرع الثقة في الاباء بمستقبل الابناء فيما لو التحقوا بها او مارسوها وساهمنا بهذه الغفلة في تجذير الصورة الى ان الرياضة ملهاة وضياع وقت ومستقبل مجهول وبيئة غير صالحة. الوضع في ظل الاحتراف والمبالغ المالية الكبيرة التي تدفعها الاندية للاعبين اصبح اكثر حاجة لان اللاعب اصبح صاحب دخل جيد والنادي كذلك اصبح يستثمر في اللاعب ويدر على خزينة النادي مبالغ كبيرة جداً من جراء بيع العقود، وسيصبح اكثر ضرورة عند التخصيص الذي نسمع به وبلجانه ونتأمل ان يجعل مستقبل اللاعب مضمون في كبره مثلما هو مضمون في شبابه واعوام عطائه مع تحقيق الامان الاسري لعائلته كاملة كي يشعر الابن عندها ان الرياضة حرفة تدر عيشاً كريماً وهي ليست حكراً على الطبقات الفقيرة او من لم يوفق في تعليمه وهي لمن يعانون تفككاً اسرياً ويجدون في الرياضة متنفساً لتلك الضغوط وبعداً عن المشاكل العائلية. إن العدد المسجل الحالي للرياضيين يتجاوز مئات الآلاف في اكثر من 100 ناد رياضي وسيكون مستقبلهم مثل غيرهم ان لم يكن للامير نواف بن فيصل بن فهد وقفة ولا نقصد في ذلك انشاء صندوق خيري لرعايته حتى لا نحسبه مثل الضمان الاجتماعي الذي خصص للفقراء والايتام واهل الحاجات، ولكننا نأمل في وقفة يتحقق معها مطلبان اساسيان للرياضيين هما: ادخال الرياضيين الى نظام التأمينات الاجتماعية ويخصم على الاندية النسب الشهرية المقررة لذلك والمقابلة لراتب كل لاعب وجعل لذلك نظاما اساسيا ملزما لكل الأندية ولكل الالعاب حتى نضمن للاعب راتباً تقاعدياً مناسبا بعد انتهاء صلاحيته الرياضية او عجزه مع تطبيق كل اشتراطات النظام التي تسري على منسوبي القطاع الخاص، وبعض القطاعات شبه الحكومية، وما في حكمها، ويمكن ان يستمر اللاعب في التامين الاختياري حتى يصل إلى السن التقاعدي، والزام الأندية ان تجعل لها صناديق ادخاريه او استثماريه للاعبين مثلما يحصل في العديد من الشركات الرائدة في وطننا الكريم ليضمن اللاعب ان هناك استثمارا سيدر عليه دخلا كريماً يحفظ به كرامته وكرامة اسرته (اختيارية للاعب) لأننا لا نضمن ان عند اللاعب القدرة في استثمار قيمة عقده او رواتبه والشواهد من ذلك كثيرة ولا نحب ان يكون اللاعب من التعساء حين يوعظ بنفسه ونسعى بجهود الاندية والرعاية ان نجعلهم سعداء فيما بعد مثلما اسعدونا بنشاطهم.