اطلعت على رسالة أخي الأستاذ غازي كيال التي نشرها في صحيفة عكاظ بتاريخ 21 شوال 1430ه في عموده (تحت المجهر) بعنوان (إلى معالي الدكتور محمد عبده يماني) وفرحت باهتمامه بنادي الوحدة، وليس هذا بغريب عليه ولا على آل كيال، فقد اعتدنا ميلهم وحبهم لمكةالمكرمة ونادي الوحدة بمكةالمكرمة منذ زمن طويل، وكذلك العديد من عوائل وأبناء جدة فهم جيران مكةالمكرمة ولا غرابة في ذلك، وما أود أن أوضحه بعد شكري له هو أن قضية نادي الوحدة قضية قديمة، وتتجدد معها مشاكل الوحدة، لأن حجر الزاوية فيها هو ضعف الموارد المالية، وقد كان نادي الوحدة في المقدمة يوم كانت المبالغ المطلوبة محدودة، وكان أهل مكة يتعاونون على جمعها وسدادها، واحتضان النادي واللاعبين. ولكن كما تعلم يا أستاذ غازي أن كرة القدم اليوم أصبحت هي الواجهة الأساسية لأي ناد بصرف النظر عما يحققه في أية ألعاب أو نشاطات أخرى، وهي اللعبة التي تمتص معظم ميزانيات النوادي، والتي تحولت من آلاف الريالات إلى الملايين حتى غدت القضية قضية ميزانيات تتصارع قبل أن تكون كرة يتناقلها اللاعبون بمهارة. وبدلا من أن يلتف الكثير من أهل مكة حول النادي انتقلوا إلى نشاطات أخرى وإلى مدن أخرى وراحوا يدعمون نواديها، ولا بأس في ذلك، ولكنهم انصرفوا عن نادي الوحدة الذي كان آباؤهم وأجدادهم يؤيدونه ويحرصون على دعمه. ومن هنا بدأ الخلل حيث أصبح نادي الوحدة يفتقر إلى الحد الأدنى من المبالغ المطلوبة لمسيرته، ولقد بذل الرجال الذين تسلموا هذا النادي جهودا كبيرة، وكان آخرهم الابن عبد المعطي كعكي ومعه هذه المجموعة من أعضاء مجلس الإدارة الذين حاولوا تحسين وضع النادي وتطوير مستواه، ولكن العقبة المادية تقف في وجوههم، فالدعم الذي يأتيهم من الرعاية وبعض المساعدات البسيطة من محبي النادي في مكة لا تكفي لمواصلة المسيرة، وهي ما جعلت النادي يتعثر، مع أننا في الحقيقة نقدر رعاية الشباب وبصورة خاصة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل وأخي الدكتور صالح بن ناصر وأسرة الرعاية لاهتمامهم بالنادي. لهذا فقد حرص الأخوة اليوم على تبني البرنامج الذي طرح منذ مدة حول تطوير النادي وفيه لمحات مما ذكرت وهو أن يتعاون مجلس الإدارة مع مجلس الشرف ومع كل أبناء مكة الذين أخذوا يتجمعون حول النادي لتزويده بآرائهم واستشاراتهم للخروج من عنق الزجاجة، وذلك بخطوات مهمة في قمتها توسيع نطاق مجلس الشرف، ثم الاتصال بكل المحبين لهذا النادي دون النظر إلى المبالغ التي يمكن أن يقدمها أي فرد لأن المهم هو إقباله ودعمه وتأييده للنادي صغر أم كبر، وقد قلت لهم في أكثر من مرة : «ابحثوا عن صغار المحبين وصغار المساهمين حتى ولو دفعوا مائة ريال، ولا تركزوا على أصحاب الملايين، لأننا بكل أسف لسنا من النوادي التي حولها من الداعمين من يقدم الملايين، ويكفينا أن نجتمع ونتعاون صغارا وكبارا لدعم هذا النادي». كذلك فكرة جمع معلمي التربية الرياضية للمواهب فقد بدأوا فيها لمحاولة كسب المواهب وسعى النادي إلى إنشاء معهد لهذا الأمر، وموضوع العناية بالألعاب الأخرى التي حقق فيها النادي مراكز متقدمة وبطولات لم يلتفت لها أحد وهم فريق كرة اليد وفريق الجودو وفريق الكاراتيه وفريق التايكوندو وفريق المصارعة وفريق السباحة وحصولهم على بطولات المملكة لعام ه 1429ولم يشجعهم إلا بعض المخلصين والمحبين لأن كرة القدم استقطبت جهود الجميع، ونحن نحاول كما ذكرت أن نصنع نجوما للمستقبل. وقد فرحت وأنت تضع خبراتك التي نعرفها وقدراتك لعوننا كمستشار لهذا العمل، ونحن نرحب بك ونقدر ونثمن رغبتك خاصة ونحن ننطلق اليوم في بداية مشوار المرحلة القادمة وهي مرحلة نتطلع فيها لتنويع نشاطات النادي التي بدأت برجال مخلصين كالنشاط الثقافي والاجتماعي والاتصال بالجامعة والارتباط برجالاتها واستشاراتهم، ثم نركز على التعاون مع بعض الجهات التي أصبحت تدعم الأندية كشركات الاتصالات وغيرها والتي بكل أسف تسعى خلف الأندية الكبيرة مع أننا وعدناها بأن نخدمها إعلاميا مع أهل مكة ومن حولها، وهي قوة إعلامية وإعلانية لا يستهان بها، ولكنهم حتى الآن لم يقدموا لنا الدعم والعون لهذا المشروع. إنني أؤيدك فيما ذهبت إليه، ولكني اطمئنك إلى أن النادي الآن ينطلق انطلاقات جديدة، ويحاول استقطاب ناشئة وشباب، ولكن ما يؤلمني أننا أصبحنا مصنعا لصناعة اللاعبين ثم بيعهم على طريقة مرغم أخاك لا بطل، فنحن لم نجد أي مخرج لسداد ديون النادي أو لمواصلة مسيرته في وقت من الأوقات إلا ببيع بعض اللاعبين البارزين، وإن كنا نفرح بمشاركاتهم في النوادي الأخرى، لأنهم يحملون اسم الوحدة وهم من صناعة نادي الوحدة، إلا أنه كان من المؤسف التفريط بهم. نحن نحاول في المرحلة القادمة أن نشكل لجنة خاصة لاستثمار إمكانات النادي، وخصص لها رجال من الذين عرفوا بدراساتهم وعلمهم وفهمهم ونرجو أن تكون الانطلاقة القادمة أفضل لأننا نسير الآن في ظروف تحتم علينا تدبير مبالغ كبيرة؛ لكي نستطيع منافسة الآخرين، قد فرحنا بتعاون أساتذة كرام من جامعة أم القرى مدوا أيديهم لنا ورغبوا في التعاون معنا وهم يقودون بعض جوانب التطوير الآن. أكرر شكري لك واطمئنك بأن مجالس الإدارة السابقة بذلت جهدها ومجلس الإدارة الحالي فيه مجموعة من الرجال الذين نعتز بهم ونفرح بجهودهم ونؤمن برغبتهم وقدرتهم على التطوير. لك شكري وتقديري وتمنياتي لنادينا الآخر الاتحاد كل نجاح، فقد كنا في خصام دائم يوم كنا نلعب نحن والاتحاد فقط، وفي أول مباراه لكأس جلالة الملك سعود هزم نادي الوحدة الاتحاد (4-0) هل تذكر هذا يا غازي ولكن يا صاحبي الدنيا دواليك وعسى الله أن يفرجها. والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.