يشكل الغرق احد الأسباب الرئيسة لوفيات الأطفال دون سن 12 سنة. ويزداد معدل حدوث الغرق مع الأطفال الأصغر سنا نتيجة الخوض في برك السباحة أو حتى احواض الاستحمام.. معظم حوادث الغرق تحدث في المياه العذبة 90 ٪ (البرك احواض السباحة، السيول والاودية) وبقية الحالات وتمثل 10٪ تحدث بسبب الغرق في ماء البحر. غمر الوجه في مياه ابرد من 21 درجة مئوية (70 درجة فهرنهايت) يعمل على ظهور ردة فعل او منعكس عصبي وردة الفعل هذه تحمي الجسم بتوفير الطاقة لتحقيق أقصى قدر من الوقت يمكن للغريق ان يبقى تحت الماء. فاذا كان المؤثر شديدا أي طالت مدة بقاء الشخص تحت الماء او زادت برودة المياه فان مجموعة من التفاعلات والتأثيرات تبدأ تظهر على الجسم البشري ومن ذلك: * تباطؤ في ضربات القلب، تضيق الأوعية المحيطية، ونقص تدفق الدم الى الأطراف لزيادة امدادات الدم والاوكسجين الى الاعضاء الحيوية، وخاصة الدماغ. * نقل الدم الى تجويف الصدر بين الحجاب الحاجز والعنق، لتجنب انهيار الرئتين. * الانعكاس السابق يحدث تلقائيا سواء كان الغريق واعيا او فاقدا للوعي وهو من فضل الله لتمكين الغريق الحياة لوقت اطول تحت الماء خاصة تحت الضغط العالي خلال الغوص لمناطق أعمق. * عند الغطس في الماء فإن الضحية الغريق قبل ان يفقد وعيه يحاول كتم انفاسه ويحاول الوصول الى سطح الماء والى الهواء وهذا يحدث حالة من الفزع وحركة سريعة ومضطربة للجسم وبالتالي يجعل الجسم يستخدم اعلى كمية من الاكسجين متبقية في الدم مما يسرع من الوصول للاختناق وفقد الوعي بشكل اسرع. * انعكاس التنفس يتناسب بشكل ضعيف مع كمية الاكسجين الموجودة في الدم ولكنه يعتمد بشكل اكبر على تركيز غاز ثاني اكسيد الكربون. خلال توقف التنفس تحت الماء فإن الخلايا في الجسم كطبيعتها تستهلك الاكسجين وتنتج ثاني اكسيد الكربون مما يخفض نسبة الاول ويرفع تركيز الاخير في الدم وعندما يرتفع ثاني اكسيد الكربون في الدم الى درجة معينة تتفاوت نسبيا من شخص الى آخر ولكنها تدور حول الانعكاس التنفسي الذي يصل الى اقوى مستوياته وفي هذه الحالة لايستطيع الغريق كتم انفاسه ولا يستطيع الصمود لفترة اطول. * إذا كان الغريق لازال واعيا ولكنه لم يستطع كتم انفاسه بعد ازدياد الانعكاس التنفسي فإن الماء سيتدفق الى الشعب الهوائية وفي حالة الغريق الواعي او الفاقد الوعي فإن لسان المزمار يقفل مدخل الهواء وهي القصبة الهوائية مما يسمح للماء ان يسلك المريء متجها الى المعدة وفي حوالي 10 -15 % من الغرقى لايتم تسرب كميات كبيرة الى الرئتين بسبب تقلص لسان المزمار كصمام للقصبة الهوائية ولكن قد يحدث توقف القلب قبل وصول الماء الى الرئتين وهو مايسمى بالغرق الجاف وقد يعجز الصمام عن المقاومة خاصة عندما يكون الغريق قد فقد الوعي فيفتح الصمام ويتدفق الماء الى الرئتين وهو مايسمى بالغرق الرطب، هذا يفيد في تحديد الوفاة للغريق اذ ان وجود الماء في الرئتين يدل على الوفاة بعد الغمر في المياه وعدم وجودها قد يعني الغرق الجاف او ان الغريق توفي قبل الغمر بالماء. * اذا تمت مباشرة الغريق وانقاذه خلال تقلص الحنجرة وعدم دخول الماء للرئتين فانه بإذن الله يملك فرصة للافاقة الكاملة بشكل كبير. الوقاية: * الابتعاد عن مواقع السيول والأودية والتقيد بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة. * عدم الغفلة عن الاطفال في المتنزهات والاستراحات. * معرفة المبادئ الاساسية للانعاش القلبي الرئوي. * وضع السياج الواقي حول المسابح في المنازل. * توخي أسباب السلامة عند السباحة. * عدم المجازفة بالمركبات في الاودية.