يعجز المداد أن يسطر الشيء الكثير من إنجاز المغفور له بإذن الله فهد بن عبد العزيز ، فهو رجل دولة سواء كتب عنه الكتاب أو لم يكتبوا هو رجل قرار وشجاع بنى وطناً ونهض به من صحراء قاحلة إلى قوة سياسية واقتصادية وعلمية وصناعية رفع هذا الوطن ومواطنيه إلى مصاف الدول الكبرى المتطورة حضاريا وعلميا واقتصاديا وصناعيا دون المساس بثقافته وعاداته وتقاليده فالراحل أنجز في عهده من المشاريع دون أن ينجزه أحد سواه وتحدى طبيعة الصحراء القاحلة ليحولها إلى جنان خضراء وقوة اقتصادية ذات بنى تحتية عظيمة ، فمن عمل وساعد على البناء والتطور ليس كمن قرأ أو سمع أن من عمل في عهد الراحل يعرف التحدي الكبير الذي واجه البناء ووقف لها «الفهد» صامدا شامخا .ففي مجال التعليم كان أول وزير للمعارف (التربية والتعليم) وأدرك الراحل بأنه بدون علم ومعرفة لن ينهض بهذه الصحراء وبلغت البعثات في عهده أكثر من «30» ألف طالب وطالبة في الولاياتالمتحدةالأمريكية لوحدها كما بلغ عدد الجامعات في عهده (12) جامعة شملت مناطق المملكة المختلفة وفي مجال الاقتصاد حافظ المغفور له بإذن الله على قوة ومتانة الريال السعودي فصدر قرار مجلس الوزراء آنذاك بتغطية الريال في (12) عملة مختلفة بالإضافة إلى الذهب وربط حقوق السحب الخاصة بالدولار مما أدى بثبات قيمة الريال كما رفض رفضا قاطعا بتعويم الريال أو تدويله حتى لا يترتب على المملكة التزامات دولية تجاه العملة . وفي مجال الصناعة أنشأ الصناديق التي ساهمت في تنمية الصناعات في المملكة مثل صندوق الاستثمارات العامة والصندوق السعودي للتنمية الصناعية ، الهيئة الملكية للجبيل وينبع وفي عهده شقت الطرق والأنفاق والكباري فمن زار المنطقة الجنوبية شهد للرجل بعظمة البناء وربط أجزاء المملكة المترامية الأطراف بطرق سريعة سهلت على المواطن والمستثمر الوصول إلى غايته بيسر وسهولة وشهد الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة أكبر توسعة لهما في التاريخ، نعم لم تذهب ثروتنا هباء كما يروج له المغرضون والحاقدون والمنصف لهذا الرجل العظيم يتكلم ويكتب بعدل فلن يعطيه حقه مهما قال حيث واجه الراحل كثيرا من التحديات التي تغلب عليها بكل اقتدار وشجاعة ولعل أهم شيء قاله الرجل في إحدى المناسبات إن الدولة تخطط وتساعد وتنشئ ولكن المواطن هو الذي سوف يدير هذه المشاريع بنفسه وسوف يتم تخصيصها ليتاح للمواطن حماية اقتصاده واستثماراته ، نعم إنه رجل ثورة علمية واقتصادية وصناعية وبناء وعزاؤنا فيه أن ندعو له بالمغفرة والرحمة ويسدد على الدرب خطى من تولى المهمة بعده الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سلطان بن عبد العزيز.