إن الكتابة كحرفة.. كمهنة.. تدر الكثير من المال.. وربما تعطي الملايين.. لمن كان متقناً لهذه الحرفة.. ولكن.. هذا الثراء من الكتب.. أو الثروة من بيع الكتب.. لا يمكن الحصول عليها من أي دولة عربية.. ولكن يمكن الحصول عليها في أوروبا وأمريكا.. وفي أية دولة أخرى يكون فيها الكتاب له قيمة كبيرة.. أما نحن العرب.. فحرفة الكتابة أو احتراف الكتابة ليس مربحاً لنا بشكلٍ كبير.. لماذا؟.. لأننا أناس لا نحب القراءة.. لأننا أمة لا تحب القراءة.. لأننا لا نقرأ.. كما قال موشي ديان العرب لا يقرأون.. وأي سلعة ليس لها زبائن تفشل.. فالعربي لا يقرأ إلا الجرائد.. أما الكتب فهو يشتريها ويضعها كنوع من الزينة.. فعلاقة العربي بالكتاب علاقة شبه مقطوعة كما تقول الاحصائيات.. فإحدى الإحصائيات التي قرأتها في النت تقول.. إن 80 عربيا يقرأون كتاباً واحداً في العام !!.. وبالتالي يذهب جهد الكاتب العربي في تأليف الكتاب – في الغالب – هباءً منثورا.. لأن عدد الذين سيقرأون الكتاب الذي قام بتأليفه هذا المؤلف عدد بسيط.. أي أن مبيعات الكتاب لاتغطي تكاليف التعب والعرق والورق والطباعة.. فضلاً عن تحقيق أية أرباح.. بل ربما يكون المؤلف العربي مديوناً من جراء تأليف هذا الكتاب !. أما سبب نجاح حرفة الكتابة في أوروبا وأمريكا فيعود إلى شعوبهم.. شعوبهم التي أدمنت القراءة.. فالقراءة عندهم أصبحت نوعاً من الإدمان.. فهم لا يفارقون الكتاب والكتاب لايفارقهم.. في عربات المترو.. في القطار.. في الحافلات.. في انتظار الدخول إلى الطبيب.. بل حتى أثناء قضاء الحاجة!. فسلعة الكتابة هناك لها زبائن كثيرون.. فالأوروبي مثلاً يقرأ 35 كتاباً في العام.. والإسرائيلي يقرأ 40 كتاباً في العام.. فلذلك نجحت حرفة الكتابة عندهم.. وفشلت عندنا!..