استنكر عضو مجلس الشورى والقاضي بوزارة العدل الدكتور عيسى الغيث، الخبر الذي تناولته الصحف أواخر الأسبوع الماضي عن محاولة ثلاثينية الانتحار بالقفز من فوق أحد الجسور على طريق الملك فهد بالدمام معترضة على زواجها من كبير في السن. وقال الدكتور الغيث في حديثه ل"اليوم": "الإسلام كفل للمرأة حقوقها الدينية والدنيوية، وجاءت نصوص الكتاب والسنة بتأكيد هذه الحقوق، كما أن علماء الشريعة عبر التاريخ الإسلامي فصلوا الأحكام لحقوق المرأة وواجباتها، ومن حقوقها ألا يتم تزويجها إلا بعلمها وإذنها وموافقتها، وألا يتم حرمانها من الزواج بمن تريد ما دام مستوفياً للشروط الشرعية، وبالتالي فإن كل تصرف يحصل في المجتمع خلاف هذه الحقوق الشرعية فإن الإسلام منه براء". وحمل مختلف مؤسسة الدولة مسئولية التوعية وردع مثل هذه التصرفات، وقال: "الذي يتحمل المسؤولية في ذلك المجتمع أولاً والدولة ثانياً بمؤسساتها التشريعية والقضائية والتنفيذية، ولا يعني هذا أن مثل هذه الحالة يكون التقصير فيها من المجتمع أو الدولة وإنما في بعض الأحوال تطلب الفتاة حقاً ليس لها أو مخالفاً للشريعة أو مخالفاً للمجتمع وعاداته وتقاليده المحترمة". واختتم الغيث حديثه برسالة يوجهها لأولياء الأمور الذين أجبروا بناتهم على العنوسة سنوات مديدة للبحث عن المال على حساب مستقبلهن وحياتهن، وقال: "رسالتي لهم أن يتقوا الله في بناتهم، ورسالتي للبنات ألا يرضخن لظلم آبائهن، ورسالتي للدولة أن تقوم بواجبها الشرعي". كما وجه استشاري الطب النفسي الدكتور طارق الحبيب رسالته للبنات عبر "اليوم"، وقال: "هناك بعض البنات يرغبن في الزواج من كبير وهذا قد يكون صوابا وقد يكون خطأ، يكون صوابا عندما تكون من شخصية هستيرية غير ناضجة ربما يكون مناسبا خصوصا من حرمت حنان الأبوة، ليس كبيرا يعني عجوزا ولكن يكون هناك فرق في السن، قد يكون أنسب لها، ويكون خطأ عندما تفقد أباها في طفولتها ولم تعش الأبوة وتبحث عن الأبوة في الزوج وهذا خطأ يجب أن تبحث عن الأبوة في أخ أو عم وتترك الزوج للزوجية". وشدد الحبيب على أن يكون رفض الزواج قبل حدوثه، وقال: "رفض البنات لكبير يجب أن يحدث قبل الزواج لأنه لو حدث بعد الزواج لأصبحت مطلقة وأن تصر على الرفض بأي شكل من الأشكال فكما استطاعت أن تقدم على الانتحار لترفض هذا الزواج فهي تستطيع أن ترفض أثناء الخطبة، الزواج قرار شخصي بيد الفتاة، سواء اختيار الزوج أو الزواج من عدمه فالزواج بوجه عام هو سنة ولكن ربما هناك شخصيات لا تريد الزواج أو غير مناسب لها الزواج فالزواج فطرة لعامة الناس وليس لكل الناس بعض الناس لا ينفع له الزواج وهي تختلف من انسان لإنسان، الإشكالية في أمتي انشغالها بالعموميات واستنساخ بعضنا بعضا". كما وجه رسالته لأولياء الأمور والآباء وقال: "بالنسبة للآباء اذا تقدم كبير السن لبناتهم ليس يجب دوما أن يرفضوهم، فلو مثلا تقدم لبنتي رجل مميز فيه كل الصفات وكبير السن وعندي بنت طفولية غير ناضجة غير عاقلة لربما كان الزوج كبير السن أنسب لها من الزواج من شخص بعمرها لأنه هو الذي يستطيع أن يلعب دور الزوج ودور الأب لأنها تحتاج أبا بقية حياتها وليس زوجا فقط". وأضاف: "قد يكون عندي بنت غير ناضجة من الحكمة أن أزوجها بشخص كبير في السن أفضل من أن أزوجها بشخص مراهق غير ناضج، أنا لا أدعو للزواج من كبير السن ولكن في المقابل لكل حالة بحسبها، كذلك من الظلم أن يكون عندي بنت ناضجة مميزة أن أزوجها من شخص كبير في السن أقتل ذلك النضج وتلك الحيوية، لأن متطلبات كبير السن غير متطلبات الشابة، إذا الزواج هو تكامل احتياجات اذا تحقق تكامل الاحتياجات يكون فارق السن هو آخر القائمة وليس أولها".