أصدرت شركة الاستثمارات والاستشارات العقارية الأسبوع الماضي تقريرها حول حالة الأسواق العقارية في مدينتي جدةوالرياض خلال الربع الأول من عام 2013 والذي يقوم بدراسة التوجهات ضمن السوق العقارية في أكبر مدن المملكة. وأشار التقرير إلى أن الطلب القوي على العقارات المكتبية في الرياض يواصل استيعاب معظم المنشآت المكتبية الجديدة التي يتم طرحها في تلك الأسواق، وتتوقع جونز لانج لاسال أن يشهد العام 2014 تزايد في العقارات المكتبية المستعملة في الوسط التجاري للمدينة، بالتزامن مع انتقال بعض الشركات إلى مشاريع عقارية مكتبية جديدة في محيط هذا الوسط. وتتوقع شركة جونز لانج لاسال أن يؤدي ازدياد معدلات إخلاء المكاتب المستعملة وتوافر المزيد من الخيارات للشركات المستأجِرَة، إلى مواصلة الضغط على مستويات الإيجارات طوال عام 2013، وخاصة في الفئة (ب) من العقارات المكتبية. في جدة تشهد العقارات المكتبية طلباً قوياً من قِبَل القطاع الحكومي والقطاع الخاص على حد سواء، ما أسفر عن انخفاض معدل الوحدات المكتبية الشاغرة من 16% في نهاية العام 2012 إلى 12% في نهاية الربع الأول من عام 2013. وحافظت أسعار الإيجارات على استقرارها نسبيا، ومن المستبعد أن ترتفع خلال الأشهر المتبقية من عام 2013، نظراً لاحتمال طرح العديد من المجمعات المكتبية الجديدة في الأسواق. وفي سياق تعليقه على التقرير، قال جون هارّيس، الرئيس المشارك لشركة جونز لانج لاسال في المملكة: يبدو أن ارتفاع الطلب على العقارات السكنية في جميع الأسواق العقارية السعودية مدعوم بارتفاع مستويات الائتمان وتوظيف العمالة والمساعدة والثقة، كما ارتفع الطلب العقاري بقوة على العقارات المكتبية والتجارية والفندقية أيضاً في الرياضوجدة، مع اختلاف محفزاته وتفرُّد مخاطره على مطوري المشاريع العقارية والمستثمرين في كل من المدينتين. في مكان آخر من العاصمة، تشرف المرحلة الأولى من المناطق المكتبية والسكنية والتجارية في مركز الملك عبد الله المالي على الاكتمال في الربع الأخير من العام الحالي، وتم بالفعل افتتاح مركز التسويق في الحي وسوف يتم تدشينه رسمياً بعد عيد الفطر السعيد. إلى جانب الانتعاش في القطاع المكتبي، يشهد القطاع السكني في السوق العقاري في الرياض ارتفاعاً مطرداً في متوسط أسعار إيجارات الشقق والفلل السكنية في المدينة، وما زال العرض متخلفاً عن حجم الطلب في هذه الفئة، كما يستمر ارتفاع أسعار الأراضي في المناطق الواقعة عند أطراف المدينة، رغم توقعات جونز لانج لاسال بتراجع الضغوط السعرية عن مستوياتها المسجلة خلال العام الماضي. ارتفاع مبيعات وإيجارات الفلل في جدة من الناحية الأخرى، تحافظ شريحة الفلل السكنية على موقعها كأقوى الشرائح أداء في أسواق العقارات السكنية في جدة، وقد شهدت ارتفاعاً في أسعار الإيجارات والبيع خلال الربع الأول من عام 2013. في المقابل، استقرت أسواق الشقق السكنية ولم تشهد أية زيادات في الإيجارات أو أسعار البيع. ولم تشهد شريحة تجارة التجزئة في جدة طرح أية مشاريع كبيرة واقتصرت مراكز التسوق الجديدة على مجمعات صغيرة يقل عدد المتاجر الخاصة في كل منها عن 100 متجر. وبموازاة الاستقرار في قطاع الفلل السكنية، ظلت جدة أحد أفضل أسواق العقارات الفندقية أداء في الشرق الأوسط عام 2012. وتتجه معدلات الإشغال في فنادقها للاستقرار، حيث استقرت في الربع الأول من العام الحالي عند نفس معدلات الربع الأول من العام الماضي والتي بلغت 78%. وسجلت معدلات الأجور اليومية لغرف فنادق جدة ومعدلات عائداتها على حد سواء زيادات بنسبة 10% بين الربع الأول من عامي 2012 و2013. ويعم الجمود على عقارات التجزئة، حيث لم تحدث أية تغيرات كبيرة في أسواق عقارات تجارة التجزئة في جدة خلال الربع الأول من العام الحالي.