دخل صديق لي في حرج شديد العام الماضي مع اخوانه؛ بسبب عدم حجزه المسبق للوليمة التي كنت وعائلته سنجتمع عليها في أول يوم من أيام العيد". هذا ما أكده "طالب التريكي" -مخرج تلفزيوني- الذي شدد على تعلم صديقه لدرس العام الماضي، ما جعله يبني في تكوينه "ثقافة احجز" التي تبعدك عن أي حرج في فترة العيد والمناسبات التي تريد إقامتها وجمع مَن تحب فيها. ويدخل بعض الراغبين في إقامة "ولائم العيد" في إخفاقات لا تقتصر فقط على عدم وجود الوليمة، بل تتعدى ذلك بإدخال صاحبها في مخالفة للعادات والتقاليد السائدة التي تشدد في فترة العيد على عدم تأخير الوليمة على الحضور، وطبقاً للعادات يتوجب على الداعي إكرام الضيف في مناسبة العيد أو المناسبات التي يحددها مسبقا لهم. ثقافة احجز وقال "التريكي": "إن عدم حجز وليمتك من المطبخ في مناسبات كبيرة مثل يوم العيد لن يجعلك تحصل عليها، وإن حصلت على شيء صدفة، فإنها لن تكون بمستوى طموحك"، مضيفا "إن من المهم أن نبني ثقافة الحجز المسبق، فهي التي تخرجنا من دائرة القلق الذي يصيب الشخص الذي يريد أن يخرج من العزومة بمظهر مشرف له ولأسرته"، مشيراً إلى أن البعض قد لا يجد حجزا في وقت متأخر من شهر رمضان المبارك، موضحاً: "البعض يحجز في يوم 28، بيد أن المطبخ يقدم له الخبر الصادم الذي يفيد بأنه لن يستطيع الحصول على الوليمة التي يريدها حتى لو حجز في يوم 25 من شهر رمضان"، مستدركا "قد تتغيّر فرصة الحصول من مطبخ إلى آخر، بيد أن المطابخ الشهيرة التي تقدم الولائم اللذيذة عادة ما تقفل أبواب الاستقبال نهاية شهر رمضان، وأنها لا تلبي الطلبات حتى لو جلب الشخص معه وليمته مذبوحة وجاهزة". لا ترتجل وليس بعيدا عن "التريكي" رأى "أشرف العباس" بأن من المهم أن تتشكل ثقافة التخطيط السليم في حياتنا. وقال: "إن التخطيط السليم في الحياة يجعل الشخص منظماً، والتنظيم يعني النجاح للشخص ولمن حوله، وإن طبقنا مسألة التنظيم على أنفسنا فسنجد أننا لن ندخل في حرج لا في عزومة أو في غير ذلك، بل إننا قد نعاني من الغير"، مشيراً إلى أن الحجز المبكر للوليمة مسألة مهمة في تلبيتها من المطبخ، ف"المطابخ لديها إمكانية محدودة في النهاية حتى لو كانت من أكبر المطابخ وأجودها في المملكة". وأضاف:"مسألة الحجز عنصر مهم في كل شيء، كما أن الحياة تتطور وتتعقد، ولم يعد فيها مجال إلى الارتجال والسير على البركة كما يقول لنا سابقا آباؤنا"، مبيناً: "الحياة العصرية التي تدخل في أدق تفاصيل حياتنا تحتم علينا التغير الكبير في داخلنا، ومن هذا التغير ثقافة الحجز"، مشيراً إلى أن الحجز دخل في كل شيء وليس في الولائم فقط، مشدداً على أهمية ثقافة الحجز التي تجعل الشخص في بر الأمان دائماً. تأخير المطابخ ومع أن "العباس" يحرص دائماً على الحجز وأخذ التأكيد من صاحب المطبخ والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تجعل وليمته ناجحة أمام أسرته في يوم العيد، إلاّ أن "أم عائشة" عانت من بعض المطابخ. وقالت: "في كل عام نقيم وليمة تجتمع عليها العائلة وأبناء العم في المزرعة، وكنا نختار مطبخنا ونحجز لديه ونتفق على كل شيء، بيد أن المشكلة تنشأ مع بعض المطابخ الذين يأخذون فوق حجم إمكاناتهم، ما يؤدي لوصول الغذاء في الساعة 3:30 ظهراً، وهو أمر محرج جداً، إذ إن الاتفاق أن يصل الغذاء عند الساعة الواحدة ظهراً كأقصى حد، وينشأ الإحراج لأن البعض يكون مرتبطاً في يوم العيد، وعملياً نكون نحن من أخره عن التزاماته الأخرى"، مشيراً إلى أهمية أن يعي القائمون على المطابخ أهمية الوقت واحترامه. وأضافت:"تأخير الوليمة يؤدي لعدم نجاح المناسبة في النهاية، فالكل سيتحدث عن التأخير، كما أن البعض قد ينسحب مقدماً أي عذر، وهذا ما حصل لنا، إذ أخبرتي سيدة العام الماضي بعد تأخر الغذاء بأن لديها التزاما مهما حيث ستقوم بزيارة والدتها في المستشفى ولا تستطيع التأخر أكثر، وهو ما أدخلني في حرج شديد، واخبرتها بأن السبب هو المطبخ الذي تأخر"، مشيرة إلى أهمية تشكيل ثقة بين المطبخ وزبونه. العيد فرحة وعلى عكس بعض المشكلات التي قد تعكر "وليمة العيد"، تجتمع الأسر السعودية على وليمة اليوم الأول للعيد، فيما الابتسامة تعلو محيا الجميع. وقال "طالب التريكي": "اجتماع الأحبة على مائدة العيد يدخل في النفس السرور والبهجة، كما يميز العيد"، مستدركاً: "الأسر التي لا تجتمع سواء على مائدة غداء أو عشاء أو جلسة في العصر لا تشعر بطعم العيد الحقيقي الذي يجب أن تكون فيه فعاليات عائلية يفرح بها الأطفال والشباب والرجال وحتى كبار السن"، مضيفاً "حياتنا الحالية بكل تفاصيلها جعلتنا نتجه إلى إقامة الغداء الجماعي كي نأنس ببعضنا البعض، ومن المهم أن لا نترك فرصة تعكر هذا الجو، وأن نخطط بشكل سليم لنجاح مناسبة العيد، وأن نستغل كل دقيقة فرح فيه، كي يدخل الفرح أسرنا وأطفالنا"، مشيراً إلى أن وليمة العيد تمثل برتكولاً مهماً في حياته العائلية، حيث يجتمع على المائدة الجميع ويتبادلون التهنئة بالعيد.