عندما أوضح التشخيص أن بيث أورشارد، 8 أعوام، مصابة بالصمم الجزئي، اعتقدت والدتها أن مستقبلها كراقصة باليه قد انتهى، ولكن بيث تمكنت بعزمها ومقدرتها على الإحساس بالموسيقى الإبقاء على آمالها في أن تغدو راقصة باليه في مستقبل أيامها. وبينما كانت والدة بيث تنتظر فراغ ابنتها الكبرى سيوبهان من درسها الأسبوعي في الباليه، لم تملك إلا أن تبتسم في سعادة عندما لاحظت صغيرتها بيث ترقص كفراشة في غرفة الانتظار، كان عمر بيث في تلك اللحظة 19 شهرا، لكنها لم تتوقف عن الرقص مع الموسيقى التي كانت تصدر من الغرفة المجاورة، وعندما انتهت سيوبهان من درسها اندهشت مدرسة الرقص عندما شاهدت بيث وهي ترقص، وفي الحال اقترحت على والدتها أن تتلقى الموهبة الصغيرة دروسا في الرقص. ومنذ تلك اللحظة واظبت بيث على دراسة الرقص. وأصبحت قدرتها على الرقص مماثلة لقدرة الإنسان العادي على المشي على الطرقات. وتقول والدتها لم أطلب منها على الإطلاق التمرن على الرقص، إنها تفعل ذلك بصورة تلقائية، ولم يكن غريبا أن تحقق نجاحا باهرا في أول اختبار على رقص الباليه في عام 2000. ولاحظت والدة بيث أن ابنتها تشكو من اعاقة عندما حاولت التحدث معها، وكانت بيث في تلك اللحظة تشاهد التلفزيون، وظهرها ناحية امها، ولم تلتفت عندما نادتها والدتها باسمها، بعد ذلك خضعت لفحص سمع روتيني بعد عدة أشهر، وجاءت النتيجة سلبية ولكن الطبيب طمأن والدتها قائلا: لا شيء يدعو إلى القلق! فقد يتحسن سمعها عندما تكبر! وبعد مرور عامين عندما أصبحت بيث في السادسة من العمر، عرضتها والدتها على طبيب أطفال لإجراء مزيد من الفحوصات، لأن سمعها لم يتحسن، وبعد الفحص اتضح أن بيث مصابة بما يسمى «بغراء الأذنين» ويعني ذلك أن مادة تشبه الغراء تجمعت في أذنيها وأدت إلى تدهور كبير في السمع. وقال طبيب الأطفال ان سمع بيث يكون أحياناً أفضل من حاله في أحيان أخرى، وأن عليها تعلم قراءة الشفاه لتعويض التدهور في سمعها. وعند سؤالها عما اذا كانت تقوم بقراءة الشفاه كل هذه الفترة؟ أجابت بيث قائلة: «أضطر في بعض الأحيان إلى النظر إلى الناس عندما يتحدثون لأفهم ما يقولون، ولكنني أحيانا أخرى أسمع بصورة جيدة» والمدهش أن الإعاقة لم تمنع بيث من إبراز قدراتها الخفية، ولكن السؤال هو كيف تسمع بيث الموسيقى؟ وتجيب بيث على هذا السؤال قائلة: «أحس بالموسيقى من خلال جسدي» ولكن عندما تكون الموسيقى منخفضة «أقوم بتقليد الراقصين الآخرين. وبمجرد مايبدؤون الحركة أتحرك معهم!». وتقول مدرستها انها لم تفشل في أداء أي حركة، وتبلغ بيث الثامنة من العمر، ولم تواجه أي عقبة في مسيرتها كراقصة، وحصدت حتى الآن 67جائزة، وفي العام الماضي رشحت للمشاركة في باليه «ذا سليبينغ بيوتي» من إنتاج فرقة إنغليش يوث باليه، وتم اختيارها من بين 90 راقصة نافست على الدور. وتحلم بيث في أن تصبح راقصة باليه محترفة وتأمل في الالتحاق بمدرسة الباليه الملكية بلندن في السنة القدمة، وتؤهلها مقدرتها على الإحساس بالموسيقى لأن تصبح نجمة باليه في مستقبل أيامها.