أشعر بالغبطة والسرور والسبب هو الصحوة التشكيلية التي نمر بها.. وبروز دور المرأة مؤخراً وتدشين وجودها في اللقاءات والمعارض الفردية.. إنه شيء جميل يدل على بداية خيرة ومستقبل مزهر بإذن الله.. فقد بدأت الفنانة التشكيلية السعودية بالعرض الحقيقي نستطيع أن نقول منذ 7 سنوات.. رغم وجودها في أواخر الستينات الميلادية.. وهي بداية الحركة السعودية التشكيلية في المملكة وبداية انطلاق البعثات الفنية لتكملة الدراسة بالخارج.. فقد ظهرت المرأة موازية للرجل.. رغم قلة الفنانات الموجودات بالساحة الفنية التشكيلية في تلك الفترة.. ولكن كان لها وجودها الواضح.. وأبرز الفنانات التشكيليات السعوديات اللواتي نهضن بمستوى الفن بشكل ملحوظ وقوي الفنانة صفية بن زقر حيث اقامت معرضها الشخصي الأول بجدة عام 1968م مع الفنانة منيرة موصلي.. وقد ناقشت لوحاتها مظاهر الحياة في الحجاز من عادات وتقاليد وقد حمل فنها طابع العفوية والبساطة الرائعة. ثم تلا ذلك عدة فنانات تشكيليات سعوديات كانت قضاياهن تطرح الجانب الاجتماعي والبيئي.. وهي قضايا تكرر ذكرها واعتاد المشاهد عليها لا يوجد بها تمييز أو ابتكار يذكر كموضوعات (الأمومة - الفقر - الجهل - الفلاحة.. إلخ) من الموضوعات العامة.. نعم الفنانة التشكيلية السعودية في صحوة وتطور جليل وواضح.. ولكن مازالت في طور التقدم وفي اهبة الاستعداد لظهور افكارها.. خصوصاً خلال المراحل الزمنية التي مر بها العالم في القرن الواحد والعشرين من أحداث سياسية عصفت به وانعكست على طبيعة الإنسان العربي المسلم على وجه الخصوص وبكل المقاييس.. واعتقد أن لديها الكثير والكثير لتظهره من قضايا، خصوصاً أن الوضع العام يساعد على طرح كل ما هو جديد ومميز - ولكنها تحتاج من يشد على يدها لتأكيد ثقتها بنفسها أولاً.. وإعطاؤها الدعم الكافي.. والدفعة القوية.. وتسهيل العقبات من حولها.. والالتفات لفنها الرائع والمبدع.. فلو حاولنا تفنيد العقبات التي تواجهها وتقف أمامها وتضطدها سنجد انها كثيرة يأتي في مقدمتها التقليل من شأنها أولاً.. ومن فنها ثانياً، عدم إعطائها الفرصة الكافية للتعبير عن فنها بالرغم من سمو موهبتها ونقاء رسالتها.. كثيراً هي المعارض الرجالية.. ولكن!! النسائية قلة.. والسبب في رأيي ليس قصوراً من الفنانات وإنما محدودية الفرصة التي أتيحت لهن.. وقد تعود ندرة المعارض المعنية لعدم توفر الفرصة من مكان للعرض وزمان وإعلام وحضور جماهيري واهتمام. وبعد هذا كله تأتي نقطة مهمة جداً.. ألا وهي الشهرة والأسماء الرنانة.. فلو أن فنانة مبتدئة أرادت فنها ونشره وعرضه أمام الملأ.. فهي في نهاية المطاف سوف تحيد عن هذه الفكرة وتزيغ عنها.. لما تواجه من ضغوط وصعوبات وعقبات وهو الظهور للمشهور أما غير ذلك فينظر في موضوعها ثم يركن جانباً..!! قلة إن لم أقل انعدام الملتقيات الفنية النسوية.. وورش العمل النسائية والافتقاد لوجود جهة نسائية راعية للبراعم والفنانات الصاعدات والواعدات لهذا الوطن الغالي.. اعيد وأكرر أنهن يحملن في جعبتهن الكثير من قضايا وإبداع وفن راقٍ.. ولكن أين الراعي الرسمي لهن..؟؟ وأين الجهة المسؤولة؟! أين الملتقيات النسائية؟؟ والجمعيات؟! وأؤكد هنا الحديث عن البراعم القادمة والأنامل المبدعة فهي تحتاج من يهيئ لها المكان المناسب والظروف المناسبة.. ولعل بعض الحلول من وجهة نظري الشخصية وجود معارض نسائية على مدار العام، تشجع وتدفع الفنانة السعودية، ملتقيات نسائية، جهة نسائية راعية للبراعم والصاعدات، ورش العمل المفتوحة على مدار العام، دورات تأهيلية، مواقع متخصصة للفن التشكيلي على الشبكة العنكبوتية تخص الفنانة التشكيلية السعودية وتناقش همومها ومشاكلها والعقبات التي تواجهها والبحث في حلولها وقضاياها وطرح المعارض المتاحة لها.