في الحديث الشريف.. عمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي الكريم.. وهذا بلاشك ثواب عظيم.. وعرض مغرٍ.. ينبغي عدم تفويته لمن كان قادراً بالفلوس والصحة.. ولكن.. وكما نعلم كلنا أن الحرم المكي يشهد هذه الفترة توسعة ضخمة.. وأعمال البناء مستمرة ليلاً ونهاراً وعلى قدم وساق.. ومئات العمال يشتغلون في كل مكان في المسجد الحرام.. وآلات الحفر والهدم والرافعات منتشرة في كل مكان.. ومساحة الحرم تقلصت.. ومساحة المطاف المتاحة انخفضت خمسين في المئة.. ووزير الحج والمسؤولين خرجوا كثيراً في التليفزيون وفي الجرائد ليطلبوا من المواطنين محاولة تأجيل العمرة أو الحج حتى اكتمال التوسعة.. وتجنب الزحام قدر الإمكان.. وعدم تكرار العمرة أو الحج.. خصوصاً لمن أدى العمرة أو الحج مرات كثيرة.. فالمساحة تضيق.. وحجم الشغل والعمل يزيد.. والزحام ربما يؤدي إلى تدافع.. والتدافع ربما يؤدي إلى حدوث إصابات.. وربما يكون هناك سقوط عدد من القتلى! وهذا ما لا نريده نحن.. ولاتريده الدولة.. ولايريده الشرع.. ولايريده أي أحد! ولكن.. مع كل هذا التحذيرات.. ومع كل النداءات.. والاعلانات في التلفزيون والجرائد والتليفون المحمول.. تجد بعض الجهلاء يصم أذنيه عن سماع أي تحذير أو نداء.. ويغلق عينيه عن رؤية أي نداء تحذيري في التلفزيون.. ويحزم الحقائب والشنط ويصطحب أسرته.. أو يذهب لوحده.. ويسافر إلى مكة.. بالسيارة أو بالباص أو بالطيّارة.. رغم أنه أدى العمرة عدة مرات.. فلا هو سمع كلام المسؤولين.. ولا هو أفسح المجال لمن لم تتح له فرصة العمرة من قبل.. ولا هو خفف الزحام.. ولا خفف على غيره.. بل ضيّق على نفسه وضيّق على غيره.. وربما تعرض إلى أذى جسدي جراء هذا الزحام والاختناق.. ولكن.. لا فائدة من الكلام.. فهذا النوع من البشر لايفهمون.. أو لا يريدون أن يفهموا.. وصدق نزار قباني عندما قال.. ليس عندي ما أقول.. تعب الكلام من الكلام!