خلقت المنتجعات والاستراحات الزراعية والنزل الريفية لنفسها مكاناً على الخارطة السياحية في الاحساء لاسيما خلال فترتي عيد الفطر والأضحى المباركين، حيث أصبحت المقصد الأبرز " والأقرب " سواء لسكان الأحساء والمقيمين فيها، أو أولئك القادمون من خارج المحافظة من داخل وخارج المملكة. ومع تزايد أعدادها، والتنافس الجيد لتقديم منتجات سياحية تتوفر فيها كافة متطلبات الأمن والسلامة والراحة والاستجمام، فقد باتت الاستراحات والمنتجعات الزراعية الوجهة الأولى والمحببة للكثير من الأسر في ظل البعد النسبي لشاطئ العقير، فالكثير يرى فيها المكان الأريح لنفوسهم للهروب من جدران المنازل، والجلوس في أحضان الطبيعة الخلابة لواحة الاحساء التي تجمع الماء والنخيل الوارفة الظلال. منتجعات خلابة عديدة في الاحساء ومع دخول شهر رمضان المبارك تبدأ العائلات بحجز مكان لها في استراحاتها المفضلة المنتشرة على ربوع الواحة وذلك لتضمن لها مكاناً في ظل إغلاق مبكر للكثير من تلك المنتجعات والاستراحات، ولا يعرف على وجه التحديد إجمالي المبالغ التي سيستفيد منها أرباب هذه المنتجعات إلا أن التقديرات تشير إلى أنها قد تتجاوز 12.5 مليون ريال خلال فترة العيد التي قد تمتد إلى عشرة أيام، ويبلغ أقصى إيجار لمدة يوم للمنتجع إلى 3500 ريال ويشمل فيلا كاملة وتوابعها بما فيها برك للسباحة. محمد الحمد "مالك استراحة نصف القمر" يقر بأن عيد الفطر المبارك يعد الأكثر إيراداً وأفضل مواسم السنة، ويؤجر محمد استراحته خلال العيد ب 800 ريال لمدة 12 ساعة، أما أحمد السعد "مالك منتجع شواهد بمدينة المبرز" الذي حصل على ترخيص الأمانة مؤخراً أن الحجز يرتفع خلال العيد بشكل ملحوظ، إلا أنها تنخفض بعد اليوم التاسع، مبيناً أن من بين الحجوزات لعائلات من الأخوة في قطر والبحرين، وأسر قادمة من مدينة الرياض والدمام وغيرها، ويشير السعد أن أعداد قاصدي هذه المنتجعات في ازدياد معتبراً أن هذه ظاهرة صحية تعزز من الحركة السياحية والاقتصادية في المحافظة. توفير جميع احتياجات العائلات والأطفال ويعتبر المهتمين بالشأن السياحي أن أسعار المنتجعات مناسبة إذا ما قيست بأسعار الفنادق، ففي الوقت الذي يحجز فيه السائح غرفة واحدة في فندق خمسة نجوم ليلية واحدة بنحو ألف ريال، فإنه سيكون تحت تصرفه فيلا كاملة ومعها المسطحات الخضراء والنخيل وبركة السباحة بمبلغ لا يتجاوز4 آلاف ريال ليوم كامل، وهو الأمر يدفع عدة أسر تربطها قرابة للاشتراك في هذا المبلغ. ويؤكد علي بن طاهر الحاجي مدير فرع الهيئة العامة للسياحية والآثار بالأحساء أن تنامي الإقبال على النزل والاستراحات والمنتجعات من السائح المحلي والخارجي مؤشر على تعافي الحركة السياحية في الاحساء، وأكد الحاجي أنه آن الأوان لتحويل هذه الاستراحات إلى نزل سياحية وإدخالها ضمن مشروع السياحة الزراعية الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والآثار.