لاشك ان حماية المستهلك تندرج في اطار التنظيم وحفظ الحقوق التي اقرتها الأنظمة، وفي واقع الأمر فإن التحايل يمارسه ضعاف النفوس ليستغفلوا الأبرياء في حين ان تقنية التواصل المذهله ساهمت في تعزيز الجانب الرقابي بهذا الخصوص الا ان الغش وبكل أسف ينتشر، يساهم في ذلك الوسائل التي تتيح المراوغة والغش والنصب بعيدا عن عين الرقيب، ورغم أن كل شيء تغير وتطور إلا الفواتير التي ظلت مكانها ولم تجار هذا التطور وظل الالتهاب الذي أصاب مفاصلها مستقراً في الشرايين مع ارتفاع دائم بدرجات الحرارة، فالفاتورة ظلت في رتمها القديم معززة بالمبالغة لتصيب الجيوب في مقتل فقلما تجد فاتورة واقعية وتعكس التكلفة الصحيحة مع هامش ربح معقول، المشكلة تراكمية بمعنى أن المورد يبالغ في قيمة الفاتورة لتاجر التجزئة، والتاجر بدوره لا يقبل أن يكون اقل بأساً من المورد، والضحية بلا ريب هو المستهلك الذي سيتحمل إفرازات هذه المبالغة في الأسعار طوعاً أو كرهاً، واللافت أن المستهلك الذي يدفع هو الآخر يقدم خدمة في موقع آخر فيرفع من سعر تكلفة الخدمة التي يقدمها، لأن المورد بالغ وتاجر التجزئة بالغ وهكذا دواليك، لتقبع التكلفة الحقيقية خلف أسوار الجشع الذي ما برح يفتك بعقول وقلوب الناس، أما الفاتورة من حيث الشكل فهي ظلت كما هي، مع أن الفواتير من وسائل الاتصال المهمة إلا أن الاستفادة من هذا الجانب ظل غائباً، فعلى سبيل المثال عبارة إرشادية صغيرة أسفل الفاتورة، أو حكمة أو مثل جميل لا شك أنها ستترك أثراً جميلاً، وأخشى ما أخشاه أن تضاف 15% من قيمة الفاتورة إضافية، حيث إن إل 15% موجودة تحت بند رسوم خدمة ويندرج هذا الوضع في نطاق المثل القائل (حرك تبلش) أي لا تحرك شيئاً مع أن هذه العبارات الإرشادية لا تكلف شيئاً لاسيما وأن الفاتورة مطبوعة، في حين ان منشئو هذه الفواتير لايغفلون العبارات التي تحميهم أو بمعنى أدق (تزت البضاعة في حلق المستهلك) كعبارة البضاعة المباعة لا تسترد إلا خلال 24 ساعة، ولو لا الخجل لكتبوا خلال ساعة عفواً أقصد لا تستبدل أما تسترد(فأنس الموضوع) (فالدريهمات) لا يمكن أن تغادر المحل إلا ما ندر وإن خرجت فهي تخرج مبتورة وفيها منه والأفضل أن يكونوا صريحين ويكتبون هذه العبارة (البضاعة التي تخرج من المحل الوجه من الوجه ابيض)، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن عنصر الحماية وأعني بذلك الضمان على المنتج هو الآخر يقبع في منطقة ضبابية تظللها الغيوم من كل جانب، فحينما تشتري جهازاً وما أكثر الأجهزة حين تعدها ولكنها في النائبات قليل، تجد البائع يرفق معه كتيباً صغيراً أنيقاً في شكله مليئاً في محتواه، بمعنى أن الكلام الكثير المكتوب وباللغة الإنجليزية وبحروف صغيرة يثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن البائع يعرف أن المشتري لن يقرأ الكلام المكتوب لكثرته وتعقيداته فضلاً عن اللغة وإن كتب بالعربية فإنك ستجد المشكلة ذاتها الكلام الكثير وصغر الخط، فإذا رغبت في قراءة الكتيب وأقصد كتيب الضمان، فلا تنس أن تدخل إلى محل نظارات لتشتري عدسة مكبرة لكي تستطيع قراءة الكتيب والأدهى من ذلك هو أن من سيبيع عليك العدسة سيعطيك الكتيب ذاته، وللخروج من هذه الدائرة المقلقة فإني أقترح أن تلزم وزارة التجارة ممثلة بحماية المستهلك البائعين بوضع النقاط الأساسية التي تحمي حق المشتري بخط كبير وواضح، كذلك أن تضع عنوان التواصل من هاتف وفاكس وبريد إلكتروني للصانع وليس الوكيل فالشركات الصانعة المختلفة تحرص على سمعة منتجها، ومتى ما رأت تقاعس الوكيل أو الممثل لها وتقصيره في خدمة المشترين فإنها حتماً ستعيد النظر، وأن تضع الشركات الصانعة شروطاً على ممثليها بتأمين الصيانة للمنتجات وإمكانية وصول المشتري إلى صيانة ما اشتراه بيسر وسهولة بعيداً عن ذر الرماد في العيون، فضلاً عن تقييم المنتجات وتصنيفها وفقاً للإحصاءات وطبقاً لكفاءة المنتج وجودتة وخدمة مابعد البيع وهذه مسؤولية وزارة التجارة والغرف التجارية، وان يتم وضع أرقام للتواصل وتلقي الشكاوى بهذا الخصوص، وحين يشعر البائع بأن الرقابة لن تغفل عن حقوق المشترين، فإنه سيحرص على تقديم الخدمة على الوجه الأمثل، عدا عن أن الشركات الصانعة تدفع مبالغ طائلة للوكيل أو الممثل لها في البلد لتأمين الصيانة للمنتج وإعادة المنتجات التي تبرز فيها عيوب معينة، غير أن المشكلة تكمن في تقاعس بعض البائعين وبحثهم عن الربح السريع بدون (وجع راس) في حين ان وجع الرأس سيصيب المنتج نفسه حينما يتخلى الناس عنه ليس قصوراً في جودة المنتج بقدر ما يكون الوكيل بعيداً عن استشعار الأهداف على المدى البعيد، حتماً ماسلف ذكره ينطبق على البعض فهناك بائعون على قدر كبير من الامانة والحرص والمسؤولية، وهكذا فإن التواصل مع الشركات الصانعة بيسر وسهولة سيضع النقاط على الحروف وسيجبر البائع على تأدية دوره على أكمل وجه وعلى المتضرر الغوص في مجلد الضمان كما تغوص الأسماك في قاع البحار. اعراض التهاب الفواتير - احتقان في الجيوب وخاصة الجيب الذي ترقد فيه المحفظه 2 ورم وانتفاخ يصيب المحفظة يزول بعد اجراء عملية شفط ( دراهم الزبون) 3-اتساع بؤبؤ العين واحمرار نتيتجة للحملقة والتركيز 4-خفقان وازدياد ضربات القلب خصوصاً عند سماع صوت الطابعة وهي تقذف بالفاتورة 5- تخف الحالات المذكورة عند الدفع ببطاقة الصراف (الوعد قدام) 6 - ظهور بعض الاعراض لحالات تملق واستمالة البائع لمراعاة السعر (وترانا زباينك) وهو اول مرة في حياته يمر من الشارع اللي فيه المحل. الوقاية وسبل العلاج.. ترشيد الاستهلاك - الاتزان في الانفاق.