نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن الخارجية الأميركية أصدرت تحذيراً عالمياً لمواطنيها من السفر، بعد أن رصدت استخباراتها اتصالات فيما بين عناصر من تنظيم "القاعدة" تنبئ بهجمات وشيكة على أهداف أوروبية أو أميركية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إن الخارجية أصدرت تحذيرات مماثلة لمواطنيها من السفر مؤخراً، غير أن هذا الخطر هو الأكثر جدية التي واجهته الولاياتالمتحدة في السنوات القليلة الماضية. وقال مسؤول أميركي سابق إن المخطط الذي يقتفي أثره مسؤولون استخباراتيون هو مخطط "ناشط" للقاعدة في شبه الجزيرة العربية، موضحاً أن قلق المسؤولين الأميركيين ازداد في الآونة الأخيرة، بعد اعتراضهم اتصالات تنبئ بهجوم وشيك، غير أنه أشار إلى أن تلك الاتصالات وغيرها من المعلومات الاستخباراتية لم تشر في الوقت الحالي إلى موقع أو هدف معين. وإذ وصف مسؤولون حكوميون أميركيون الخطر ب"الجدي والوشيك"، أكدوا عدم معرفتهم الجهة التي قد يتم استهدافها، أو مكان استهدافها، أو طريقته، ما يصعّب بالتالي عملية تقييم هذا الخطر، فيما اعتبر مسؤولون آخرون أن نقص التفاصيل زاد من قلقهم. ورجّح مسؤول أميركي سابق أن تكون الخارجية الأميركية أصدرت تحذيرات لمواطنيها من السفر بهدف إيقاف التخطيط لعملية ناشطة للقاعدة في شبه الجزيرة العربية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع، قوله إن التهديد الذي يشكله فرع "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية ظهر خلال الأسبوع الماضي. وأضاف المسؤول أن تقارير استخباراتية أخرى كشفت عن إشارات لمخططات قد يتم تنفيذها بحلول نهاية شهر رمضان أي في الأسبوع القادم، غير أنه قال إنه لم يكن واضحاً ما إذا كانت هذه الإشارات المذكورة مرتبطة بالاتصالات بين عناصر من "القاعدة". ونقلت الصحيفة عن سيث جونز، اختصاصي "القاعدة" في مؤسسة "راند كوربوريشن" التي لا تتوخى الربح، اعتباره أن وزارة الخارجية تميل إلى إصدار تحذيرات مسبقة من السفر، في حال حصولها على أية معلومات موثوقة، وذلك بعيد الانتقادات اللاذعة التي تعرضت لها حكومة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، حول تعاملها مع الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في بنغازي الليبية والذي أودى بحياة السفير كريستوفر ستيفنز. وأضاف "ثمة تهديدات عديدة موجهة إلى السفارات الأميركية في شمال أفريقيا، والخليج، وجنوب آسيا"، معتبراً انه "بعد تجربة بنغازي، من الأفضل إصدار التحذيرات بشكل مسبق". وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين استخباراتيين كانوا يقتفون أثر عدد آخر من تهديدات "القاعدة" في أفريقيا وجنوب آسيا، موضحة أن المسؤولين الاستخباراتيين في تونس يراقبون مخططات محتملة ل"القاعدة" وأنصار الشريعة ضد أهداف أميركية أو أوروبية في العاصمة تونس. وكانت وزارة الخارجية الأميركية أصدرت الجمعة تحذيراً عالمياً لمواطنيها من السفر، بخاصة إلى غرب آسيا وشمال أفريقيا، بسبب خطر حدوث هجمات إرهابية يشنها تنظيم "القاعدة" والجماعات المتصلة به، بعد أن كانت أعلنت الخميس أن عددا من سفاراتها في الشرق الأوسط سيتم إغلاقها لدواع أمنية، وفي مقدمتها السفارات والبعثات الدبلوماسية في كل من مصر وإسرائيل اليوم الأحد. وحذت بريطانيا حذو الولاياتالمتحدة، وأعلنت خارجيتها أنها ستغلق سفارة بلادها في اليمن يومي الأحد والإثنين "بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة".