حثَّت بريطانيا رعاياها اليوم الخميس على مغادرة مدينة "بنغازي" في شرق ليبيا؛ بسبب تهديد محدد ووشيك للغربيين، بعد أيام من هجوم دموي شنَّه متشددون في الجزائر. كما حثَّت وزارة الخارجية في ألمانيا رعاياها على مغادرة "بنغازي" الليبية بسبب علمها بتهديد محدد. وحذرت وزارة الخارجية الهولندية رعاياها من السفر إلى "بنغازي" وشرق ليبيا وتشير إلى خطر هجوم.
ورفضت وزارة الخارجية البريطانية الإدلاء بتفاصيل بشأن طبيعة التهديد، لكنها حذَّرت في الماضي من نفوذ تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان: "نحن الآن على علم بخطر محدد ووشيك، يهدد الغربيين في بنغازي، ونحثُّ أي رعايا بريطانيين ما زالوا هناك- رغم ما نصحنا به- على المغادرة فوراً".
وقالت متحدثة باسم السفارة البريطانية في طرابلس: "إن عدد البريطانيين في بنغازي قليل". لكنها لم تعلِّق بشأن أرقام محددة.
وعلَّقت إيطاليا العمل في قنصليتها في "بنغازي" الأسبوع الماضي، وسحبت الموظفين بعد هجوم مسلح على القنصل.
وقال دبلوماسي غربي: "الوضع في شرق ليبيا ليس مقلقاً فحسب، وإنما مقلق للغاية. الجميع في حالة تأهب. لكن في ضوء الأحداث (في الجزائر ومالي) في الآونة الأخيرة، قد يكون هذا إجراءً احترازياً".
وقال سعد السعيطي نائب رئيس المجلس المحلي ل"بنغازي" إن التحذير يمثل انتكاسة ويثير مزيدا من الخوف في وقت ينبغي أن يقف فيه الناس مع الليبيين.
وأضاف أنه بعد أحداث مالي يشعر الأجانب بالقلق، ويتخذون إجراءات احترازية، وأنه يكاد لا يوجد أجانب في "بنغازي" حالياً، ولا يوجد سوى بضعة قنصليات أجنبية.
وقال جمعة عتيقة نائب رئيس المؤتمر الوطني العام ل"رويترز": "إنه يجب على ليبيا أن تشعر الأجانب بالأمان".
وأضاف أن: "البيان البريطاني يبعث على القلق، وعبَّر عن أمله في أن يكون احترازياً فحسب؛ لأن من حق أي بلد العناية بمواطنيه، عندما يشعر بأنهم في خطر".
وقال: "إن هذا يدفع الجميع بدءاً من قوات الأمن بوزارة الداخلية، لاتخاذ كل الخطوات الضرورية، والمسارعة إلى حماية المواطنين في بنغازي من الإرهاب".
وقُتل ما لا يقل عن 38 رهينة في هجوم على منشأة "إن أميناس" النائية للغاز في الجزائر على بعد نحو 100 كيلومتر من الحدود الليبية. وتقاتل قوات فرنسية متمردين إسلاميين أيضاً في مالي. ومن المعتقد أن عدداً قليلاً من الغربيين يقيمون في "بنغازي" التي شهدت موجة من العنف استهدفت دبلوماسيين أجانب وضباطاً بالجيش والشرطة، وشمل ذلك هجوماً قُتل فيه السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين في سبتمبر.
وشهدت "بنغازي" صراعاً على النفوذ بين فصائل إسلامية مسلحة عديدة. ويقول مسؤولون بالمخابرات الأمريكية: "إن متشددين على علاقة بتنظيم القاعدة شاركوا- على الأرجح- في هجوم 11 سبتمبر أيلول على القنصلية الأمريكية في المدينة".
وقالت شركة "إير مالطا" للخطوط الجوية: "إنها ألغت رحلات اليوم الخميس إلى "بنغازي"، بعد أن قالت بريطانيا: إنها علمت بشأن تهديد محدد ووشيك للغربيين في المدينة الواقعة بشرق ليبيا".
وقالت الشركة في موقعها على الإنترنت: "القرار يتعلق فقط بالرحلات الخاصة بيوم الخميس 24 يناير".
وأضافت: "قرار إير مالطا جاء بعد نصيحة أصدرتها وزارة الخارجية البريطانية اليوم، توصي بوقف كل الرحلات إلى المدينة".
وقالت: "إن الرحلة التالية إلى بنغازي طبقاً لجدول الرحلات مقررة يوم الثلاثاء 29 يناير، وإنها ستراجع الموقف بصفة مستمرة". وأشارت إلى أن الرحلات من طرابلس وإليها لم تتأثر.