انتشرت في الفترة الاخيرة ظاهرة السفر والترحال في شتى بقاع العالم واصبح البعض في سباق مع الزمن من اجل الاستعداد لقضاء الاجازة في الخارج. حمى السفر كانت في السابق تقتصر على رجال الاعمال والاثرياء ولكن العدوى طالت الجميع حتى من لايملك المال اصبح يقترض ويحمل نفسه اعباء مالية ويحرم نفسه من كل شيء من اجل ان يصبح مثل غيره ويسافر لنجد انفسنا امام ظاهرة جديدة وموجة تقليد اخرى ابتلي بها البعض الى درجة ان من لايسافر هو الشخص الغريب والمحروم في نظر من اصابتهم حمى السفر. يسافر البعض الى الخارج وهو يردد تلك الحكمة القديمة في السفر سبع فوائد ولكن للاسف هذه الحكمة لم تعد تناسب هذا الزمن الذي نعيش فيه بل العكس من وجهة نظري اجد ان للسفر سبع مصائب او اكثر منها اهدار الاموال والعودة بجيوب فارغة اضافة لتعرض البعض الى مشاكل هو في غنى عنها اضافة الى غياب الأمن والأمان في الخارج وفتح المجال امام الابناء وخاصة ان كانوا في سن المراهقة لرؤية مظاهر السفور والتبرج والعادات السئية في تلك المجتمعات ومحاولة الاقتداء بها وممارستها والطامة الكبرى ان رب الاسرة وهو لايدري يجعل من السفر كل عام مطلباً ضرورياً لاسرته لانه عودهم على ذلك وعلى نفسها جنت براقش. قد يكون السفر ممتعاً ومفيداً وهذا لايختلف عليه احد ولكن ان يحمل الانسان نفسه اكثر من طاقتها ويقترض ويرضخ لطلبات زوجته وابنائه وهو غير قادر مادياً فهذا هو الخطأ بعينه لانه سيعود من السفر ويقترض مرة اخرى من اجل ان يطعم ابناءه فرحلته اكلت الاخضر واليابس وهذا ما ننبذه ونقف امامه متسائلين أليس من الواجب ان يعيش الانسان حسب قدراته المالية ام ان التقليد وليش فلان هو مايسير حياتنا. اين السياحة الداخلية فلو ذهبت هذه الاسرة الى مكة او المدينة او الطائف او ابها لاستمتعت بالاجازة ووفرت الكثير من المال التي هي بحاجته وعاشت الأمن والأمان وضمن تقاليدنا الاسلامية. اصبح السفر موضة مثل ما انتشرت سابقاً موضة الخادمات مشكلتنا التقليد وحب المظاهر وليش فلان يسافر وحنا لا. لا يدرك البعض ان الناس يختلفون فلكل شخص ظروفه التي يجب ان يكيف نفسه معها فليس من الضروري ان اقضي اجازتي في الخارج وبامكاني الاستمتاع بها في الداخل وربما اكثر من اولئك الذين قضوا اجازاتهم خارج الوطن. يكفينا تقليد ويكفينا ضياع لاموالنا التي تهدر في موضات وتقليعات البعض اصبح يراها للأسف من الضروريات. احدهم اخبرني ان والده رحمه الله عاش طوال حياته سعيداً وتوفي وهو لم يغادر هذا الوطن الغالي.