تناقل أهل الرياض مؤخرا وبحبور لا يخلو من بعض تعليقات على خريطة مسارات مترو الرياض، التي نشرتها الهيئة العليا لمدينة الرياض. وأخيرا سيصبح في العاصمة معنى حقيقي للمواصلات العامة! تخدم كل ساكن فيها بأسعار نتمنى أن تكون معقولة وتنقله إلى حيث يشاء. تجنبه الاختناقات المرورية في ساعات الذروة وتوفر الوقت المهدر بسببها. تطلق العنان لمن ليس لديه (سيارة) ليقضي حاجاته دون الاحتياج للغير، وغيرها من الأحلام الأخرى التي قد يحققها هذا المشروع. مترو الرياض ليس كباقي المشاريع، وجوده سيغير مفاهيم عدة في المجتمع السعودي وسيعزز أخرى. معه ستُكتسب آداب لم يكن المجتمع معتادا على الالتزام بها بعد أن اعتاد العزلة في السيارة لعقود عدة. المواصلات العامة تلزم من يستخدمها على تقبل التساوي مع من حوله، احترام وجودهم وخصوصياتهم. مدينة كبيرة مثل الرياض عاصمة لدولة غنية تستحق أن تكون بها مواصلات عامة راقية دقيقة ومنظمة، تقرب البعيد وتيسر الصعب فهل سيتحقق الحلم فعلا؟ سكان العاصمة لن يستوعبوا ما يمكن أن تفعله بحياتهم وبهم قطارات هذا المشروع السريعة من تغيير حتى يعيشوا التجربة. ثقافة جديدة ستولد مع المترو سيعيشها الجيل الجديد وسيتقبلها الجيل الحالي ولو بشكل تدريجي اذا كتب لهذا المشروع النجاح. قد يرى البعض مبالغة في هذا المقال لكن التجربة ستثبت صحته! بعد أن يتنقل سكان المدينة من الخط الأحمر للأخضر، والأزرق للأصفر ستتلون أشياء كانت بالنسبة لديهم إما ابيض وإما أسود، ومعها ستولد اشكاليات أخرى من الضروري أن يكون المجتمع مستعدا لها ولتبعاتها، ليستمتع بالتجربة ويستفيد من إيجابياتها بالحرص على تلافي أي سلبيات لها. وجود هذه الشبكة من القطارات هو أمر ضروري لأنها ستكون متاحة للجميع، لكن الملفت فيها أن عرباتها مصنفة على أنها درجة أولى وعادية للعائلات والأفراد؟! هل يحتاج التنقل السريع الى رفاهية ودرجات؟ وماذا عن تذاكر القطارات هل ستقطع مع كل دخول؟ أم انها ستوفر كتذاكر يومية واسبوعية وشهرية، اذا كانت كذلك كيف سيضمن صاحب الدرجة الأولى مقعداً له في كل رحلة؟ أما المحظوظون فعلاً في هذا المشروع؟ فهم من يملكون أرضاً او يسكنون بيتاً قريباً من خط من خطوط المترو ومحطاته، هؤلاء ستفتح لهم نافذة من نوافذ السعد..