أعلن النظام السوري أمس الاثنين فرض سيطرته الكاملة على حي الخالدية المحوري في مدينة حمص (وسط) بعد حملة عسكرية استمرت شهرا بدعم من حزب الله اللبناني. وأقر ناشطون معارضون في المدينة بسيطرة النظام على الغالبية العظمى من الحي، مشيرين الى ان المقاتلين انسحبوا منه بسبب القصف العنيف المتزامن مع حصار قاس مفروض منذ اكثر من عام. وهو الاختراق العسكري الثاني للنظام السوري خلال اقل من شهرين في محافظة حمص، بعدما سيطر في الخامس من يونيو على كامل منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص، بدعم من حزب الله. وعرض التلفزيون السوري في شريط اخباري عاجل لقطات مباشرة من الحي الذي استحال دمارا شبه كامل، ويغطي الركام فيه الشوارع والازقة. وحملت تغطية التلفزيون عنوان "انهيار +قلعة الارهابيين+ في الخالدية واتساع رقعة النصر"، في اشارة الى المقاتلين الذين يصفهم النظام والاعلام الرسمي ب"الارهابيين". وعرض التلفزيون تباعا لقطات من المعارك وتقدم الجنود وسط الركام في الشوارع، واتخاذهم مواقع قتالية في مواجهة مقاتلي المعارضة. كما بدوا في مشاهد اخرى يتنقلون بهدوء في الحي، وحمل بعضهم العلم السوري. وقال قائد عسكري ميداني للقناة انه تمت "السيطرة الكاملة على حي الخالدية". وقال القائد الميداني ان القوات النظامية ستتابع عملياتها "للسيطرة على كامل احياء حمص"، وانه "قريبا قريبا قريبا سيكون النصر المحتم" في المدينة التي يعدها المعارضون ""عاصمة الثورة" ضد النظام السوري. كما اهدى "النصر" الى الرئيس بشار الاسد، على وقع هتافات اطلقها جنود ومسلحون باللباس المدني بالقرب منه "بالروح بالدم نفديك يا بشار". . وتتيح السيطرة على الخالدية للقوات النظامية السورية عزل الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حمص القديمة، والمحاصرة منذ اكثر من عام، ويمهد للسيطرة على كامل المدينة التي تعد صلة وصل اساسية بين دمشق والساحل السوري حيث الثقل العلوي، الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الاسد. وافاد ناشط في المدينة قدم نفسه باسم أبو رامي لفرانس برس عبر سكايب ان "المدنيين خرجوا من الخالدية في اتجاه حمص القديمة منذ اكثر من اسبوعين"، مشيرا الى ان "90 بالمئة من الخالدية تحت يد النظام. سقطت الخالدية ولم تسقط حمص". واشار الى ان المقاتلين المعارضين انسحبوا "بسبب القصف العنيف والتمهيد المدفعي الثقيل والطيران الحربي" الذي يعد نقطة تفوق اساسية للنظام في وجه المعارضين الضعيفي التسليح. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان "النظام وضع يده على حي اشباح، على ارض محروقة، على ركام". وكانت المعارضة السورية قللت الاحد من اهمية التقدم الذي كان النظام يحققه في الحي، معتبرة ان "النظام المتهالك" يروج ل "انتصارات واهية". وشهد الحي صباح الاثنين "اعنف الاشتباكات" منذ بدء الحملة العسكرية ضد الاحياء المحاصرة في حمص قبل شهر، بحسب المرصد السوري. وتقدمت القوات النظامية بدءا من السبت في داخل الحي الواقع في شمال المدينة، وسيطرت على مواقع تدريجية فيه، ابرزها السبت مسجد الصحابي خالد بن الوليد الواقع في وسط الحي. وتعرض مقام الصحابي لتدمير كبير في مطلع الاسبوع الماضي جراء القصف من القوات النظامية التي اتهمت المقاتلين باستخدام المسجد كمقر لهم ولتخزين الاسلحة. وإزاء التقدم الذي يحققه النظام في حمص، تمكن مقاتلو المعارضة في الاسابيع الماضية من التقدم في شمال البلاد، لا سيما في محافظة حلب حيث سيطروا على بلدة خان العسل، آخر معاقل النظام في ريف حلب الغربي، اضافة الى التقدم في بعض قرى محافظة درعا (جنوب).