على سطح طيني داكن متشقق ببحيرة جافة في وادي الموت بكاليفورنيا، تتحرك الصخور الضخمة من مكان لآخر عبر الصحراء من تلقاء نفسها. وتترك الصخور، وزن بعضها يصل إلى320 كيلوغراما، آثارا على سطح البحيرة توضح مسار حركتها. ويبلغ طول المسار في بعض الاحيان180 مترا. وظلت القوة المحركة لهذه الصخور لغزا يحير العلماء منذ أكثر من قرن. غير أن عالم جيولوجيا بوكالة "ناسا" يعتقد انه توصل أخيرا إلى حل. ويرى عالم الكواكب البروفيسور رالف لورينز أن الصخور تتغلف بالثلج في فصل الشتاء. وعندما يذوب قاع البحيرة ويصبح طينيا فان الثلج يمكّن الصخور من أن تطفو على الطين ما يسهل على الرياح الصحراوية القوية أن تحركها من مكان لآخر. ويلخص البروفيسور لورينز نظريته في مقابلة مع مجلة سميثسونيان بقوله ،"تتكون طبقة سميكة من الثلج حول الصخرة وعندما يتغير مستوى السائل فإن الصخرة تطفو فوق الطين. ويكون الثلج الذي يغلف الجزء السفلي من الصخرة نتوءا يحفر أثرا في الطين اللين." وحتى الآن لم يتمكن أي عالم من رصد الصخور وهي تتحرك. ومن المعتقد انه لم يتسن إطلاقا لأي شخص رؤية الصخور في حالة حركة ذاتية. ويشير تقرير مجلة سمسثونيان إلى أن لورينزو توصل إلى نظريته اعتمادا على تجربة غاية في البساطة أجراها على طاولة مطبخه، حيث قام بتجميد صخرة صغيرة في مقدار وافر من الماء وترك جزءا صغيرا من الحجر ينتأ من طبقة الثلج. ثم قام بقلب الحجر رأسا على عقب ووضعه في بركة صغيرة من الماء تحتوي على رمل في قاعها. وأتاح الثلج للصخرة أن تطفو ولكنها مع ذلك كان جزؤها الناتئ يلامس الرمل. ووجد الدكتور لورنزو انه كان باستطاعته تحريك الصخرة بكل بساطة من خلال النفخ عليها برفق. وكان بعض العلماء قد نظّروا بان كتلا هائلة من الجليد طوقت عدة صخور معا وحولتها إلى كتلة واحدة قبل أن تدفع بها عبر الصحراء. غير أن عمليات حسابية حديثة توصلت إلى أن قوة اندفاع الرياح ينبغي أن تكون بسرعة مئات الأميال في الساعة حتى تتمكن من دفع كتل الصخور بهذه الطريقة. وتشير نظرية لورينز إلى أن مجرد نسمة من الهواء تكفي لتحريك الصخور في ظل ظروف مواتية، لان الثلج يجعلها تطفو، الامر الذي يقلل من حدة الاحتكاك كثيرا. وعلى الرغم من هذا التفسير الجديد لحركة الصخور المتنقلة، إلا أن حراس المنطقة يقولون إن العديد من الزوار ما زالوا يسبغون خصائص خرافية على هذه الصخور، حيث يزعمون أن القوة المغناطيسية والكائنات الغريبة وحقول الطاقة الغامضة تعمل على تحريك الصخور.بل إن بعض الزوار يعتقدون أن للصخور قوى سحرية. وأوردت صحيفة لوس انجلس تايمز أن حرس الصيد بالمنطقة شرع في التحقيق في اختفاء العديد من الصخور. وفي هذا الصدد قال المتحدث بالدينو في مقابلة مع الصحيفة،" رصدنا العديد من الحالات التي يقوم فيها أشخاص بأخذ الصخور. إنهم لا يعلمون أن هذه الصخور تفقد قيمتها فور خروجها من وادي الموت." أربع صخور انطلقت في مسارات متعددة في وادي الموت هذه الصخرة غيرت مسارها لتعود متجهة إلى الجبال