أكدت باحثة سعودية ان خطورة الإصابة بفيروس التهاب الكبد تكمن في أن نسبة كبيرة من المصابين تجهل الإصابة بالعدوى لفترة طويلة مما يعرضهم إلى الإصابة بالأمراض الكبدية المزمنة، وخاصة مع فيروسي (ب) و (ج)، مشيرة الى انهم قد ينقلون العدوى بالفيروس من حيث لا يشعرون إلى غيرهم. وقالت الباحثة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض الدكتورة فاطمة الهملان في تصريح ل"الرياض" ان معظم الناس لا تظهر عليهم أية أعراض عندما يصابون بالعدوى، و قد يعيشون بدون أعراض لعقود طويلة في غالب الأحيان، حتى يظهر عليهم المرض الكبدي المزمن. ولفتت الى ان المملكة تحتفل هذه الايام مع دول العالم بالتوعية بداء التهاب الكبد تحت شعار "هذا هو الالتهاب الكبدي.. إعرفه.. واجهه"، اذ تم تخصيص هذا اليوم من كل عام للتوعية بمختلف أشكال الالتهاب الكبدي الفيروسي عن طريق معرفة أنواعه، وطرق الانتقال، ومن هم المعرضون للإصابة به، و طرق الوقاية منه ومعالجته. وايضا لتعزيز التدابير الوقائية التي تتخذها الدول في جميع انحاء العالم لمكافحة هذا المرض. وأوضحت ان الالتهاب الكبدي الفيروسي بشكل عام من اكثر الأمراض المعدية انتشارا واخطرها في العالم. واكتشف العلماء خمسة فيروسات فريدة تعرف ب: أ، ب، ج، د، ه (A, B, C, D, and E) تسبب التهاب الكبد و لكن بدرجات مختلفة. وكشفت عن ان فيروس الالتهاب الكبدي (ب) والذي ينتقل عن طريق التعرّض للدم و المنيّ وسوائل الجسم الملوثة بالفيروس، وكذلك من الأم لطفلها اثناء الولادة والرضاعة، وأيضاً من عمليات نقل الدم الملوّث وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن)، و فيروس الالتهاب الكبدي (ج - الذي ينتقل عن طريق التعرّض للدم الملوّث والحُقن الملوّثة)، يعتبران من اخطر فيروسات التهاب الكبد، حيث انهما يصيبا الملايين من الأشخاص في كل سنة مسببة امراض الكبد المزمنة و من ضمنها تشمّع الكبد و سرطان الكبد. وحول احصائيات المرض اوضحت الهملان ان منظمة الصحة العالمية ذكرت أن ثلث سكان العالم تقريباً (نحو ملياري نسمة) مصابون بفيروس الالتهاب الكبدي (ب)، و أن نحو 180 مليون شخص (3%) من سكان العالم هم حالياً مصابون بعدوى فيروس الالتهاب الكبدي (ج) المزمن، وتابعت: "رغم ارتفاع عدد المصابين بعدوى فيروسات الكبد الوبائي في العالم أجمع إلا إننا نفتقر في المملكة العربية السعودية لإحصائيات شاملة ودقيقة لمعرفة نسبة المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي في المملكة". وشددت د. فاطمة الهملان على عمل فحص الدم بشكل دوري للتأكد من خلو الجسم من عدوى فيروسات الكبد وفي حالة وجود العدوى يجب المتابعة مع الطبيب للعلاج والنقاش للحد من نقل العدوى للغير.