تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم الاحد 28 يوليو مع دول العالم بالتوعية بداء التهاب الكبد تحت شعار "هذا هو الالتهاب الكبدي ..إعرفه ..واجهه"، من خلال اليوم العالمي لإلتهاب الكبد الفيروسي والذي خصصته منظمة الصحة العالمية ، للتوعية بخطورة وإنتشار هذا المرض في العالم وتعزيز الوعي بانواع التهاب الكبد الفيروسي والأمراض التي يسببها، ولزيادة فهم الناس به. ولقد واصلت وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية جهودها ومنذ وقت مبكر للتصدى لفيروسات الكبد واتخذت تدابير استراتيجية لمكافحة هذا المرض وذلك بوضع خطة وطنية طويلة المدى للتحصين ضده إضافة الى سلسلة من حملات التوعية الصحية . فقامت بإدرج التطعيم ضد بعض سلالات فيروس الكبد وخاصة فيروس B ضمن شهادات التطعيم لحديثي الولادة، حيث حققت هذه الإجراءات نتائج إيجابية مهمة على المستوى الوطني أسهمت في تخفيض معدلات الإصابة . فلقد ابانت دراسة مسحية اجريت في الثمانينيات أن نسبة الإصابة بالفيروس (B) هي 8% ، وبعد إدخال التطعيم ضد التهاب الكبد B ومرورعشر سنوات أنخفض معدل الاصابة الى أقل من 1% لكل مائة الف في من هم دون سن العشرين. وحديثاً ، قامت وزارة الصحة منذ خمس أعوام باضافة لقاح فيروس A الى قائمة تطعيمات برنامج التحصين الوطني ويتوقع- بإذن الله-ان تقل معدل الاصابة به بشكل واضح خلال الاعوام القادمة. ويعرف التهاب الكبد بانه مرض تسبّبه عدوى فيروسية في غالب الأحيان. وهناك خمسة فيروسات رئيسية تسبّب ذلك الالتهاب ويُشار إليها بالأنماط A و B و C و D و E. وتثير تلك الأنماط قلقاً كبيراً نظراً لعبء المراضة والوفاة الذي تسبّبه وقدرتها على إحداث فاشيات وأوبئة. ومن الملاحظ، بوجه خاص، أنّ النمطين B و C يؤديان إلى إصابة مئات الملايين من الناس بمرض مزمن ويشكّلان، مجتمعين، أشيع أسباب تشمّع الكبد وسرطان الكبد. ويحدث التهابا الكبد A و E، في غالب الأحيان، نتيجة تناول أغذية أو مياه ملوّثة. أمّا التهابات الكبد B و C و D فتحدث، عادة، نتيجة اتصال مع سوائل الجسم الملوّثة عن طريق الحقن. ومن الطرق الشائعة لانتقال تلك الفيروسات تلقي دم ملوّث أو منتجات دموية ملوّثة، والإجراءات الطبية الجائرة التي تستخدم معدات ملوّثة، وفيما يخص التهاب الكبد B انتقال العدوى من الأم إلى طفلها أثناء الولادة، ومن أحد أفراد الأسرة إلى الطفل، وكذلك عن طريق الاتصال الجنسي. وعن أبرز حالات ومعدلات الإصابة بأمراض الكبد الفيروسية (أ) و(ب) و(ج) وغيرها في المملكة العربية السعودية لعام 2011م، فقد بين تقرير اعلامي صدر عن مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية نتيجة دراسة حديثة بوزارة الصحة أن ( 321) شخص يعانون من التهاب الكبد الفيروسي "أ" حيث إنخفض معدل الإصابة من 10,64 عام 2005 إلى 1,13 عام 2011 لكل 100.000 نسمة. فيما إنخفض معدل الإصابة بالالتهاب الكبدي (ب) من 18,20 ليصل إلى 15,84 خلال نفس الفترة وكذلك إنخفض معدل الإصابة بالإلتهاب الكبدي (ج) من 11,56 ليصل إلى 8,20 وأيضاً إنخفض معدل الاصابة بالالتهابات الكبدية الإخرى من 5,10 إلى 0,30 وذلك خلال نفس الفترة من عام 2005 إلى عام 2011. هذا وقد وضح التقرير الصادر عن مركز المعلومات الإعلام والتوعية الصحية أنه يمكن لفيروسات الالتهاب الكبد A وB وC وE أن تُحدث عدوى والتهابًا حادًّا وأيضا قد تسبب فيروسات B و C التهابا مزمناً في الكبد يؤدي إلى تشمع الكبد أو إصابته بالسرطان لا سمح الله، وتشّكل تلك الفيروسات خطرًا صحيًّا عالميًّا كبيرًا، لأن هناك نحو 240 مليون نسمة يعانون بشكل مزمن من التهاب الكبد (B) ، وعلى مستوى العالم هناك حوالي 2 بليون مصاب بالإلتهاب الكبدي الفيروسي (B)، وأكثر من 600.000 حالة وفاة بسبب مضاعفات الإلتهاب الكبدي الفيوسي (B) الحاد أو المزمن. وقد أشار التقرير إلى أنه نحو 150 مليون نسمة يعانون بشكل مزمن من التهاب الكبد الفيروسي (C)، ويصاب حوالي 3-4 مليون شخص سنويا بالإلتهاب الكبدي الفيروسي (C)، وأكثر من 350.000 حالة وفاة تحدث بسبب مضاعفات الالتهاب الكبدي الفيروسي C، بينما يُسجل تقريبا 1.4مليون حالة مصابة بالإلتهاب الكبدي الفيروسي (A) على مستوى العالم. أما بالنسبة لأبرز الرسائل والأهداف المنشودة لليوم العالمي للتوعية بمرض التهاب الكبد الفيروسي 2013م فقد أشار تقرير مركز المعلومات إلى أن هذا اليوم يركز على تعزيز خدمات الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي والأمراض المرتبطة به، وخدمات الفحص والمكافحة ذات الصلة، بالإضافة إلى زيادة التغطية بخدمات التطعيم ضدّ التهاب الكبد (B) ودمجها في برامج التحصين الوطني، وتنسيق استجابة عالمية لمقتضيات التهاب الكبد.