حذرت المفوضية الأوروبية روسيا من اعتزامها فرض المزيد من الاشتراطات الجمركية على الشاحنات التي تنقل البضائع عبر الحدود الروسية. وقال ألجيرداس سيميتا مفوض شؤون الجمارك في الاتحاد الأوروبي في رسالة إلى موسكو: إذا تم تطبيق الإجراءات كما أعلنت فيمكن أن نتوقع أن تؤدي الأعباء الجديدة على شركات النقل وسلطات الجمارك إلى اضطراب حركة التجارة بين روسيا والاتحاد الأوروبي. وأضاف أن هذه التطورات تأتي كمفاجأة في ضوء التعاون الجمركي الذي نقيمه" مشيرا إلى أن هذه الخطوة يمكن أن تمثل انتهاكا لمعاهدة "تي.آي.آر" بشأن النقل الدولي للسلع التي يبلغ عمرها 3 عقود. وقال سيميتا: على روسيا التشاور بشأن خططها من خلال الآليات التي تحددها اتفاقية تي.آي.آر. وكانت هيئة الجمارك الروسية قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الحالي أنه اعتبارا من 14 أغسطس المقبل سيتم تطبيق قواعد الاتحاد الجمركي الذي يضم روسيا وبيلاروس وكازاخستان بدلا من قواعد معاهدة أي.آي.آر. وتقضي قواعد اتفاقية "تي.آي.آر" بعدم فرض أي رسوم أو ضرائب على السلع التي تعبر أراضي إحدى الدول متجهة إلى دولة أخرى. وتم نشر هذا النبأ على موقع الهيئة في 5 يوليو الحالي حيث قالت إن السبب فيه هو تراكم متأخرات بقيمة 20 مليار روبل "600 مليون دولار" على الاتحاد الروسي لشركات النقل عبر الطرق الدولية والذي يتولى تطبيق قواعد اتفاقية "تي.آي.آر". وذكرت المفوضية وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي أن سلطات الجمارك الروسية بررت هذه الإجراءات بأنها ضرورية لمحاربة عمليات الاحتيال في عبور الحدود. وأشارت المفوضية إلى أن الإجراءات الإضافية التي تعتزم روسيا بدء تطبيقها في منتصف أغسطس المقبل يمكن أن تأخذ شكل المطالبة بتحديد مسار دقيقة لرحلة الشاحنة وضمانات مالية من الشاحنة حتى تصل إلى وجهتها النهائية أو مرافقتها حتى تصل إلى وجهتها. ويمكن أن يؤثر هذا على شركات التجارة والنقل الأوروبية من خلال تقييد حركة السلع وزيادة تكاليف النقل بحسب المفوضية التي حذرت من أن هذه الإجراءات ستؤدي إلى تأخر عبور الشاحنات النقاط الحدودية وظهور طوابير طويلة للغاية منها أمام المنافذ كما حدث عام 2008 عندما فرضت روسيا قواعد جديدة للمراقبة بدون إخطار مسبق. وفي رسالته إلى رئيس الجمارك الاتحادية الروسية، قال سيميتا: يجب إعادة النظر في تطبيق هذه الإجراءات. من ناحيته اعتبر فلاديمير كوبازيف كبير المستشارين القانونيين لغرفة التجارة الألمانية في روسيا أن تعليق العمل بقواعد معاهدة "تي.آي.آر" يرقى إلى مستوى انتهاك هذه المعاهدة التي تعود إلى 1975 من جانب واحد. يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يثور فيها نزاع تجاري بين روسيا والاتحاد الأوروبي. ففي الشهر الماضي قدم الاتحاد الأوروبي شكوى ضد روسيا إلى منظمة التجارة العالمية بسبب رسوم تدوير السيارات مما يؤثر على صادرات السيارات إلى روسيا.