قال معهد إيفو للأبحاث الاقتصادية ومقره ميونيخ إن مؤشره لثقة الشركات ارتفع بمقدار 3ر0 نقطة ليصل إلى 2ر106 نقطة في يوليو الحالي، ما يعزز المؤشرات هذا الأسبوع بأن النمو الاقتصادي في أوروبا قد يرتفع أخيرا بعد سنوات من الأزمة في منطقة اليورو. وهذه هي الزيادة الثالثة الشهرية على التوالي في المؤشر الذي تتم متابعته عن كثب ويستند إلى استطلاع رأي 7 آلاف مسؤول تنفيذي بالشركات في أكبر اقتصاد في أوروبا. وجاءت الزيادة متفقة إلى حد ما وتوقعات المحللين الذين كانوا يتوقعون أن يبلغ المؤشر 1ر106 نقطة هذا الشهر. وقال محللون إنه يشير إلى تسن تدريجي في الطلب المحلي الألماني على الرغم من عدم الوضوح بشأن الصادرات. ولم تبد أسواق الأسهم ردود فعل على البيانات لكن اليورو تراجع إلى ما دون 32ر1 دولار في أسواق الصرف الأجنبي. وقال محللون إن المتعاملين في سوق الصرف الأجنبي ربما كانوا يتوقعون زيادة أكبر في بيانات إيفو. وأشار معهد إيفو إلى أنه على الرغم من أن توقعات أعمال الشهر السادس كانت ضعيفة بشكل طفيف، الا ان الشركات ظلت متفائلة بشكل حذر في ضوء توقعات أعمالها في المستقبل. وتتفق الزيادة مع ارتفاع في مؤشر آخر عن توقعات الأعمال وهو مؤشر مديري المشتريات لقطاعي التصنيع والخدمات بمنطقة اليورو الذي صدر الأربعاء الماضي حيث أظهر ارتفاعه إلى 4ر50 نقطة متجاوزا التوقعات في يوليو مقابل 7ر48 نقطة في يونيو. وقال مصرف دي زد في فرانكفورت في مذكرة تحليلية إن المسؤولين التنفيذيين كانوا متفائلين بشكل حذر. وأضاف أن التصاعد المتكرر في أزمة اليورو والانتخابات العامة المقررة في 22 سبتمبر هي الأسباب الرئيسية إلى جانب الهواجس الحالية بشأن الاقتصاد الصيني. ووفقا لإيفو، كانت صناعة التشييد في ألمانيا أقل تفاؤلا، لكن في مجال التجزئة، عبرت الشركات عن المزيد من الرضا بشأن وضع أعمالهم الحالي، وظلت توقعات صناعة التجزئة عند أعلى مستوياتها منذ أبريل عام 2012. وأوضح مصرف بيرينبرج إلى أن من المرجح أن تخفف البيانات المخاوف لدى البنك المركزي الأوروبي بأن التعافي الاقتصادي لا يسير في طريقه، ما يجعله أقل ترجيحا لاتخاذ المزيد من إجراءات التحفيز. غير أن بنك "بي إن بي باريبا" الفرنسي حذر من أنه في النصف الثاني من هذا العام، من المرجح أن يكون التعافي الاقتصادي في ألمانيا أقل ديناميكية إذ ستستمر الصادرات في أن تكون ضعيفة نسبيا، بينما سيتعزز الطلب المحلي بشكل تدريجي فقط. وبالإشارة إلى ضعف وتيرة النمو الاقتصادي في الصين، وصف مصرف يوني كريدي الإيطالي بيانات مناخ الأعمال لإيفو بأنها جزء قوي آخر لأدلة تشير إلى أن عملية انتقال النمو العالمي من الصين إلى الاقتصادات المتقدمة هي عملية جارية.