تحسنت أوضاع الشركات الألمانية هذا الشهر، في شكل تجاوز توقعات أكثر المتفائلين في البلاد، بعدما أعلن معهد «إيفو» للبحوث الاقتصادية في ميونيخ، ارتفاع المؤشر الذي يعدّه شهرياً، من 95.2 إلى 98.1 نقطة. ولاحظ خبراء المعهد، الذي يعدّ استطلاعاً دورياً مع 7000 شركة ألمانية، أن «التطور الإيجابي بدأ يشمل قطاعات الاقتصاد الألماني المتنوعة». واعتبر رئيس المعهد هانس فرنر زِن، أن «الربيع بدأ الآن في الاقتصاد أيضاً». وشهد الاقتصاد الألماني في الشهرين الأخيرين نمواً وركوداً في قطاعات متنوعة، أثارت حذراً وبلبلة في منحاه العام. وانعكس ذلك على توقعات الخبراء المتواضعة الذين انتظروا ارتفاع المؤشر إلى 95.8 نقطة فقط. وعكست النتيجة الانتعاش الذي تشهده بورصة فرانكفورت حالياً، إذ اخترق مؤشر «داكس» هذا الأسبوع عتبة 6 آلاف نقطة، مسجلاً حتى ظهر أمس أكثر من 6100 نقطة للمرة الأولى. فيما واصل اليورو تراجعه أمام الدولار والعملات، بفضل بيانات اقتصادية أميركية جيدة. وعلى رغم أن التراجع ينم عن ضعف في العملة الأوروبية، إلا أنه ينعكس إيجاباً على الصادرات الألمانية التي تتمكَّن من المنافسة مع غيرها في شكل أقوى داخل أسواق العالم. وأظهر الاستطلاع الخاص بأعمال الشركات الحالية، تحسناً كبيراً هذا الشهر مقارنة بالشهر السابق، إذ ارتفع مؤشر «إيفو» من 89.8 إلى 94.4 نقطة، في شكل فاجأ الجميع. وعن توقعات الشركات للأشهر الستة المقبلة، ارتفع المؤشر من 100.9 إلى 101.9 نقطة، بالغاً أعلى مستوى له منذ منتصف 2007. وأكد خبراء المعهد، أن الشركات «قررت في ضوء ذلك تسريح قسم صغير فقط من عمالها». وأشار المحلل في مصرف «ديكا بنك» أندرياس شويرله، أن البيانات الصادرة «تشير إلى أن الربع الثاني من السنة الحالية «سيشهد نمواً قوياً بعدما كان الأول ضعيفاً». ورجّح خبراء أن «يضيف الأداء الإيجابي لمؤشر «إيفو» اقتناعاً في قدرة أكبر اقتصاد في أوروبا على الاستمرار في طريق التعافي من أسوأ أزمة مالية واقتصادية»، ويُتوقع حصول نمو في اقتصاد البلاد في النصف الثاني بفضل الطلب المتنامي على قطاع الصناعة وبدء انتعاش قطاع البناء بعد شتاء قاسٍ جداً.