اهتمام الكويت المتوالي بإنجاح فكرة وجود مجلس مميز لتطوير الأداء الإعلامي في العالم العربي بتعدد وسائله ورقياً أو إلكترونياً بما مثّله ملتقى الإعلاميين العرب الذي عقد اجتماعه الثاني يوم الجمعة الماضي، وهو ملتقى يحتفظ بتميز خاص سواء تعلقت أهميته بنوعية العضوية القيادية العاملة فيه أو بتعدّد التمثيل العربي في هذه العضوية.. هذا الاهتمام يسجل إضافة كبيرة لاهتمام الكويت بكثير من إيجابيات التطوير.. مشكلة كثيرين منا في العالم العربي أنهم أخذوا من المجتمع الغربي بريق مسببات تطوير أو قدرات مساندة لذلك التطوير منها ما سمي بالديموقراطية ومنها ما عُرف بموضوعية الإعلام وجزالة حريته.. لكن من الصعب أن تحلم بتفوقات آنية وأنت مازلت لم تقطع مرحلة التأهيل التي مرت بها بريطانيا أو فرنسا مثلاً.. نريد الديموقراطية؛ لكن نريد تأهيل مستوى الوعي الاجتماعي بحيث يستوعب أهميات ذلك التأهيل.. فنحن لو راقبنا أوضاع عالمنا العربي لوجدنا أن أكثر الدول تعلقاً بادعاءات الديموقراطية هي الأكثر انحناءً خلف ضغوط الحصانات الأمنية العسكرية، حتى إن أحدها في دولة عربية يمنع أي لغة اعتراض أو حتى تساؤل بمواجهة أي عنف أمني.. بعض الصحف، بل بعض الكتّاب.. ولا يقتصر الأمر على سن الشباب وإنما عجائز إرث إعلامي وثقافي.. نجدهم يمارسون حريات عدائية تستهدف النيل من مجتمعات أثبتت تفوقها قدرات وإمكانيات.. الذي أريد أن أصل إليه وهو ما ليس في أي جدولة رسمية، هو حبذا لو أن هذا الملتقى المليء بكفاءات وطنية عربية قادرة على خلق إعلام ناجح يكون في مقدوره أن يوفّر وجود المسلكية الوطنية الموضوعية في سلوك وسائل الإعلام ورقية أو إلكترونية، وألا يكون الكاتب أو رئيس التحرير يقدمان ذاتهما بحثاً عن مكانة أو مكاسب خاصة، وإنما يقدمان أهمية ممارسات إعلامية تساند موضوعية توجهات التطور الأخرى.. طبعاً ليس بمقدور الملتقى أن يجمع بين المهمتين الاجتماعية والأخرى الإعلامية، ولكن يفترض أن يكون هناك مهمات مسؤولية تطوير مشتركة يصل عبرها ما نحلم به من شموليات تقدم..