تجسد وجبة السحور نموذجا رائعا للتواصل الاجتماعي بين الناس ومن ذلك حرصهم على أن يستيقظ الجميع لتناول وجبة السحور وإيقاظ النائمين بوسائل متعددة. وفي الشوارع الضيقة وبين مزارع النخيل تشاهد حركة للأطفال والنساء الكبيرات يتم خلالها تفقد الجيران والأقارب والتأكد من استيقاظهم لوجبة السحور وعندما يستيقظ البعض في وقت متأخر لايستطيعون خلاله إعداد وجبة السحور، يقوم الجيران بتقاسم ماتم إعداده مبكرا معهم. هكذا كان المجتمع يجسد روح التراحم والتواصل ببساطة ولاتخلو أوقات وجبة السحور من المواقف الطريفة خصوصا عند يتم إيقاظ الأطفال لتناول وجبة السحور ومن تلك مارواه لي أحد كبار السن يقول كنا نتسحر على نور سراج خافت وقد أعددنا وجبة سحور (مراصيع) مع اللبن ووضعناها على السفرة لتبرد فيما يتم انتظار الأطفال لمشاركتهم في وجبة السحور خلال ذلك جاء أحد الأطفال بعد أن تم إيقاظه بالماء والنعاس يغشاه وسار نحو وجبة السحور معتقدا أنه سيجلس بجانب السفرة ولكنه واصل المسير ليضع قدمه على طرف الصحن وينقلب مافيه على الأرض في موقف ارتفع فيه صراخ الطفل من حرارة المراصيع وحسرتنا على فقدان وجبة السحور وفي وقت ضيق قبل أذان الفجر واكتفينا بتناول اللبن في الوقت الذي تعالى فيه ضحك الجميع من هذا الموقف الطريف الذي أفقدنا وجبة السحور فاتممنا صيامنا (مقوين) والمقوي الذي ينام بدون عشاء يقول الشاعر: ياكم ليلة بتنا مقاوي وصبح غزير الحزام بدين انها روحانية الشهر التي تجعل من مواقفها مجالا للمرح وذكرى تنقش في ذاكرة رمضان يقول الشاعر حامد زيد: يامرحبا ياضيف غايب من العام واليوم زايرنا عسى الله يحييه ضيف كريم وزادنا عز واكرام كل الشعوب المسلمه رحبت فيه شهر رمضان اللي به اصيام واقيام بقراية القرآن نحيي لياليه شهر الحساني رابع اركان الاسلام اللي به المحسن تضاعف حسانيه شهر به الرحمه وغفران الاثام وايضا نجاة من جهنم بتاليه