على الرغم من قرار منع سفر المواطنين إلى تايلند منذ أكثر من عشرين عاماً، إلاّ أن فكّ الحظر عن القرار تم من طرف المواطن، من خلال السفر بطرق غير مباشرة عبر خطوط خليجية أو أجنبية، إلى جانب حجز الفنادق وتنظيم الرحلات من خلال مكاتب سفر محلية، ومن دون ترخيص رسمي بذلك. ولم يدرك كثير من المواطنين -بعضهم يستعد للسفر خلال إجازة عيد الفطر- للعقوبات النظامية المقررة عند السفر إلى تايلاند، والتي قد تصل إلى التعهد مع الغرامة المالية، وقد يضاف إلى ذلك المنع من السفر لمدة سنتين، بحسب قرار اللجنة المختصة في المديرية العامة للجوازات، حيث تنظر إلى كثير من المعاملات المحالة إليها من فروع الجوازات في المناطق، ومحاضر التحقيق المعدة خصيصاً لذلك، وتصدر قراراتها بحسب الأنظمة واللوائح المحددة. اللافت والمثير أن السفر إلى تايلند لم يعد محصوراً على السياحة فقط، وإنما تحوّل إلى طلب للعلاج، خاصة في مجال العظام، إلى جانب التجارة، وتحديداً استيراد الملابس والاكسسوارات والأدوات الكهربائية، وبالتالي نحتاج إلى إعادة النظر في قرار المنع وفق رُؤية رسمية تراعي أسباب المنع، وتلبي احتياجات المواطن سياحياً واقتصادياً وطبياً. وقد أدى تهاون السلطات التايلندية في التحقيق في عدة قضايا أمنية طرفها مواطنون إلى تدهور العلاقات بين المملكة وتايلاند لأكثر من عشرين عاماً؛ رغم أن موقف المملكة حيال هذه الأحداث واضح وصريح ويطالب تايلاند بتحقيق العدل وفقاً للمعاهدات والمواثيق والأعراف الدولية، كما أن السفارة السعودية في تايلاند لا تدخر جهداً في حث المسؤولين التايلنديين من أجل إنهاء جميع هذه القضايا؛ لكي يتم النظر في موضوع استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث إن تايلاند فقدت الكثير من الفرص التجارية والاستثمارية، وسوقاً هاماً لعمالتها الماهرة في المملكة؛ بسبب عدم حل هذه القضايا. ويبدو أن الباب السياحي مغرياً لكثير من المواطنين، خاصة ممن تركت فيهم تايلاند سحر الابتسامة، والطبيعة، وحسن التعامل، والنظافة، والأمان، واحترام السائح، والتسوق، إلاّ أن ذلك لا يعني تجاهل قضايا معلقة وصل بعضها إلى القتل، وهو ما يعني أن يكون المواطن واعياً قبل اتخاذ قرار السفر إلى تايلند، ومدركاً أن العقوبة ليست كافية؛ بقدر أن يكون هناك تضامن مع قرار المملكة. وهناك مواطنون يقترحون أن يكون هناك تنسيق أكبر بين المملكة وتايلاند؛ لإنهاء قرار المنع، من خلال حوار مشترك، وتفاهم لاحتواء القضايا العالقة، وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، خاصة أن هناك نسبة كبيرة من المسلمين في تايلاند. خدمات صحية وقال "أبو حسين" -طلب تعريف نفسه بكنيته-: قدمت مع أسرتي إلى تايلاند للعلاج؛ نظراً لتوفر مستشفيات دولية تضم خبرات طبية باحترافية متناهية، بل وبسرعة فائقة، وبأسعار معقولة جداً، مضيفاً أن تلك الأسباب كشفت له سر كثرة تواجد الخليجيين هناك، مضيفاً: "لا تتخيل مدى سهولة التعامل ودقة التشخيص أثناء زيارة المستشفى، حيث يتفوقون في علاج أمراض القلب والعيون والعظام والأسنان، وكذلك الباطنية والطب البديل والعلاج بالخلايا الجذعية وجراحات التخسيس، إضافةً إلى إعادة التأهيل وزرع الشعر وأمراض الكلى وعلاج الأورام وعمليات التجميل بما فيها شفط الدهون"، مبيناً أنه من المدهش في المستشفى عدم الاعتراف بالمواعيد البعيدة، حيث بإمكانك إجراء العملية بعد يومين من وصولك، فضلاً عن توفر أدوية خاصة بالمستشفى عبارة عن تركيبات مكونة من الأعشاب مع توفير مترجمين بالمجان. وطالب "أبو حسين" بأهمية الإفادة من التطور في مجال الطب هناك، عبر استقدام واستيراد الخبرات والكفاءات والتجارب، كأن نجد مستشفى تايلندياً على طريقة المراكز الصينية والألمانية الموجودة لدينا، أو أن تُسهّل عملية السفر العلاجي إلى بانكوك، لتحقيق الفائدة للمواطنين، خاصة من الباحثين عن العلاج، الذين قد يقفون على "طوابير الانتظار"، أو الذين صدموا لارتفاع من تكاليف علاجهم في المراكز الطبية. استثناء خاص وأوضح "حسين مناور" -سائح- أنه لابد من سن تنظيم جديد للسفر إلى تايلاند، ففي الوقت الذي نجد فيه مكاتب طيران تحجز السفر وترتب البرامج السياحية، نجد أن منع السفر حرم البعض من العلاج والتعليم والتسوق من هناك. وأضاف ثمة مواطنين لهم أقارب ومصالح هناك، مما يجعل سفرهم أشبه ب"هم" سنوي؛ نتيجة هاجس المنع من السفر، مشيراً إلى أن تجديد جوازاتهم يدفعهم للجوء إلى "الواسطة"، والتهرب من عقوبة اللجنة، مطالباً بتعميم إجراء الاستثناء من السفر إلى تايلند في حال وجود أقارب، أو طلب علاج وفق تقارير طبية، أو تجارة، وتثبيت المعلومة في صفحة صاحب الجواز للتجديد التلقائي، بدلاً من دخول دوامة الخوف من التجديد وتعطيل الإصدار الجديد. العقيد الثبيتي: الجوازات جهة تنفيذ للقرار حتى لو كان طلب الاستثناء لسفرة واحدة لجنة التحقيق ورأى "مشهور الشريف" أن واقع الإجراءات في لجنة التحقيقات بفروع الجوازات بشأن المسافرين إلى تايلاند بحاجة إلى صياغة جديدة؛ نظراً لعدم تطبيق "الحوسبة" في العمل، حيث لازال تقليدياً لدرجة الاستفزاز، ولا زال القسم المخصص للتحقيق يطلب الملف "الأخضر"، مع تصوير الوثائق من خارج إدارة الجوازات، إضافةً إلى التعرض لأشعة الشمس الحارقة للوقوف أمام "بسطات" الكُتّاب، في الوقت الذي كنا نتوقع أن يكون الإجراء إلكترونياً، بحيث تصور الوثائق بالماسح الضوئي وإرفاق الإفادات وإرسالها بضغطة زر للمديرية العامة للجوازات في الرياض؛ لكسب الوقت وتسريع الإجراء وتوفير الجهد الوظيفي، وكذلك امتصاص تدفق المعاملات، أو على الأقل توفير جهاز تصوير الوثائق مع ملفات للحفظ كخدمة نوعية تقدم للعملاء. سيامن: السعوديون يحتلون المرتبة الرابعة في سياحة تايلند و(70%) منهم عزّاب!! استقدام الخادمات وطرح "منير فارسي" -سائح- فكرة استقدام العمالة المنزلية من تايلاند في ظل أزمة عاملات المنازل؛ لتفوق العاملات ومناسبة أجورهن، بدلاً من اللجوء إلى العاملات المخالفات بأسعار تتراوح ما بين (1800- 2000) ريال وبطريقة غير نظامية، إلى جانب عدم الوصول إلى مصدر رسمي يوفر العاملة المنزلية النظامية بالسعر المعقول، مضيفاً: "نحن بحاجة إلى تأسيس شركة استقدام حكومية لتدريب العاملات أولاً في بلدهن، ومن ثم استقدامهن إلى المملكة، خاصةً وأن هناك ولايات إسلامية يمكن وصول أيادي الاستقدام الوطني إليهن". لجنة مختصة وقال العقيد "عبدالله الثبيتي" -مدير جوازات العاصمة المقدسة-: نحن جهة تنفيذية واللجنة المختصة هي التي تتولى البت في مثل هذه المواضيع، مضيفاً أنه في حالة الرغبة في الحصول على جواز لسفرة واحدة، فإن الإجراء يتطلب الرفع للجنة في مديرية الجوازات. المرتبة الرابعة وأوضح "إلياس سيامن" -ممثل شركة سياحية- أن هناك تنامياً واضحاً للسياح السعوديين، حيث يأتون في المرتبة الرابعة من سياح الخليج، مبيناً أنهم يأتون عن طريق مطارات قريبة من بانكوك، كما أن نسبة كبيرة منهم يأتون للسياحة، و(70%) منهم من غير العائلات!. سوق العرب وعلى قارعة "نانا رود" يقع "سوق العرب" في العاصمة التايلاندية بانكوك، الذي يتحول في مواسم العطلات والإجازات إلى مظلة سياحية تجمع المواطنين، حيث تنتشر المطاعم والمقاهي والمحلات العربية التي تبيع كل ما يحتاجه السائح، حيث تموج أزقة السوق العتيق الذي تنتشر داخله "الحوانيت" التي تبيع صحف المملكة المنسوخة من الانترنت، والعود والبخور وبطاقات الاتصالات مسبقة الدفع، إضافةً إلى وجود محلات تحويل العملات وكبائن الاتصالات ومحلات الحلاقة. وأشار "سعود بن هندي" -قادم للعلاج- إلى أن سوق العرب أتاح فرصة الحصول على الطعام العربي بعد ساعات المراجعة في المستشفيات والعيادات؛ ليعيش الجو العربي، ويتابع القنوات العربية والأحداث السياسية؛ لعدم ثقته في المطاعم الأخرى، وللفوز بأداء صلاتي الظهر والعصر جماعة، حيث يقضي يومياً ساعتين هناك. 70% من المسافرين إلى تايلند من العزاب أسواق بانكوك الشعبية متعة التسوق في الليل المنع من السفر لمدة سنتين أقصى عقوبة عند الذهاب إلى تايلاند