اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان التفاوض هو الخيار الاول للفلسطينيين لاقامة دولة فلسطينية. جاء ذلك في مقابلة مع صحيفتي "الرأي وجوردان تايمز" الاردنيتين في رام الله نشرت مقتطفات منها السبت. واضاف عباس "خيارنا الأول الوصول لدولة فلسطينية بالتفاوض". وتابع:" لن نثير مواضيع الكونفدرالية او الفدرالية فنحن شعب واحد في دولتين (فلسطين والأردن) وقد تجاوزنا كل ما يتعلق بالوطن البديل الى غير رجعة ولا توجد هجرات فلسطينية للاردن مطلقاً، فصمود شعبنا ندعمه بكل الاشكال". واستطرد"الشرعية الفلسطينية بدأت بالتآكل ولا بد من اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ووطنية وتجديد شرعية السلطة الوطنية الفلسطينية". وتطرق الرئيس عباس إلى عملية السلام وإعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن التوصل إلى صيغة اتفاق يتم بموجبها استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، متحدثاً عن خيارات "سنقررها" و"تحفظ حق شعبنا". يشار الى ان المحادثات متوقفة منذ عام 2010 على خلفية الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية. من جهتها تقول وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني أنها تأمل التمكن من انجاز ملف دفعته الى الامام قبل خمس سنوات عندما كانت تتولى حقيبة الخارجية وهو التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. وقالت بعد اعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن اتفاق مبدئي حول استئناف مفاوضات السلام، "مرت اشهر طوال من الشكوك والتشاؤم". وكانت ليفني اطلقت في نوفمبر الماضي حزبها الخاص "هاتنوا" (الحركة)، وهو الحزب الوحيد الذي ركز في حملة الانتخابات التشريعية على موضوع السلام مع الفلسطينيين. وبالرغم من نتيجة مخيبة للامال (ستة نواب من اصل 120 في الكنيست) ضمنت لها شهرتها الدولية وكونها اول من انضم الى ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو رغم مهاجمتها له اثناء الحملة، مكانا في الحكومة. وكانت ليفني وصفت قيادة نتانياهو السياسية ب"الكارثة على اسرائيل"، فيما وعد نتانياهو من جهته بانه سيستبعدها من الملف الفلسطيني بسبب "عدم مسؤوليتها بخصوص هذا الموضوع". وليفني (55 عاما) هي وجه نسائي نادر في المشهد السياسي الاسرائيلي غالبا ما قورنت بغولدا مائير المرأة الحديدية التي كانت رئيسة لوزراء اسرائيل من 1969 الى 1974. وخلافا لعدد من المسؤولين السياسيين الاسرائيليين لم يقترن اسمها مطلقا بأي متاعب مع القضاء. لكن غالبا ما انتقدت لافتقارها الى الخبرة السياسية والقدرة على القيادة. وفي العام 2008 اصبحت زعيمة لحزب كاديما (وسط يمين) بعد استقالة رئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي تورط في قضايا فساد، ثم فشلت في 2009 في تشكيل ائتلاف حكومي بالرغم من تقدم حزبها بشوط كبير في الانتخابات. واداؤها الذي اعتبر رديئا على رأس المعارضة لنتانياهو افضى الى هزيمة نكراء في الانتخابات التمهيدية لحزب كاديما في امام وزير الدفاع السابق شاوول موفاز، وغيابها عن المسرح السياسي خلال سبعة اشهر. ويتهمها منتقدوها بانها تفتقد للمعتقدات السياسية امثال ايهود اولمرت الذي اعتبرها "عاجزة عن اتخاذ قرارات"، حتى انه وصفها بانها "تنقاد بارائها" و"خائنة وكاذبة". ونشأت ليفني المحامية والعميلة السابقة في الموساد جهاز الاستخبارات الاسرائيلي والام لولدين، في كنف عائلة تنتمي الى الليكود الحزب السياسي اليميني الاسرائيلي الكبير. وكان والداها عضوين بارزين في منظمة ايرغون الصهيونية السرية المتطرفة التي واجهت بالعنف الانتداب البريطاني قبل ان تشكل نواة الليكود الحزب الذي يقوده اليوم بنيامين نتانياهو. وهكذا بدأت حياتها السياسية في الليكود ثم اعتمدت مواقف تميل اكثر الى الوسطية بالانضمام في 2005 الى ارييل شارون مؤسس حزب كاديما. واكدت تسيبي ليفني هكذا مرات عديدة تمسكها ب"دولة يهودية وديمقراطية" معتبرة ان هدفها الاساسي هو المحافظة على الطابع اليهودي لدولة اسرائيل، وهو شعار رددته باستمرار عندما كانت على رأس الخارجية الاسرائيلية بين 2006 و2009. واكدت "لذا ادعم قيام دولة فلسطينية شرط ان تكون الحل الوطني لكل الفلسطينيين كما ان اسرائيل تكون الحل الوطني لكل اليهود". وهي طريقة ترفض فيها عودة لاجئي العام 1948 الموزعين على مخيمات في لبنان وسوريا والاردن. وقد عبرت ليفني مرارا خلال زيارات لصديقتها وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس الى اسرائيل عن تأييدها لتحسين ظروف حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وانشاء دولة فلسطينية مع الدعوة الى مواصلة مكافحة الارهاب وعزل حركة المقاومة الاسلامية (حماس). ليفني ستقود المفاوضات من الجانب الإسرائيلي (أ.ف.ب)