أكد الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن مشروع تحلية المياه بالنماص وغيرها شمال منطقة عسير يعد الأول من نوعه في العالم وذلك من حيث الارتفاع وتضاريس المنطقة مشيرا بأنه سيتم الانتهاء في القريب العاجل من استكمال محافظة بالقرن وبقية المراكز على امتداد شمال المنطقة وصولا إلى مركز باشوت والتي تعد نقطة النهاية. ولفت آل إبراهيم أن محافظات ساحل عسير المتمثلة في المجاردة وبارق ومحايل عسير ستكون ضمن الخطة الإستراتيجية القادمة مؤكدا بان حلم أهالي محافظة النماص قد تحقق بعد عمل استمر عدة سنوات. وأضاف: لم يتحقق هذا المشروع العالمي النادر إلا بفضل الله ثم بفضل ما توليه قيادة هذه البلاد من دعم لهذا القطاع الحيوي الهام. جاء ذلك خلال تدشينه حفل بدء الضخ والتوزيع لخزانات التحلية في محافظة النماص أمس الاول. وقال آل إبراهيم في تصريح صحفي : " نحمد الله على ما تحقق اليوم والتي نعتبرها لحظة تاريخية استمرت عدة سنوات منذ بداية الفكرة والتصميم مروراً بالتنفيذ وانتهاء بمرحلة التدشين والتي رأينا أنها كانت من الحلم للمواطن بأن يستفيد من هذه المياه في هذه المرتفعات الجبلية ونطمح أن يستمر الحلم وتحقيقه مستقبلا لزيادة الكميات لما يترتب عليه من تنمية للمناطق التي يصل إليها " وأردف قائلاً : هذا جزء من مخطط كبير للمشروع الممتد من الشقيق حتى جازان جنوباً والبرك شمالاً وأبها شرقاً بطول 190 كلم وارتفاع 2200 متر عن مستوى سطح البحر ثم ضخت على هذا الخط لمحافظات ومراكز شمال عسير وصولا إلى مركز باشوت التابع لمحافظة بالقرن بطول 212 كلم. وعبر خط أبها سيمتد جنوباً إلى ظهران الجنوب بالإضافة إلى تفريعة من أبها لرجال المع لنقل المياه المحلاة. من جانبه، كشف المهندس خالد الصافي المشرف على المشروع بان خزانات التحلية بالنماص ضمن سلسلة من الخزانات التي يمر بها خط نظام نقل أبها - سبت العلايا والذي تم تشغيله جزئيا في نهاية شهر رجب من هذا العام 1434 ه مشيرا إلى أنه من الخطوط الفريدة في العالم كونه يمر بمراحل صعبة ومختلفة على اعتبار أن الخط يشق جزءا منه منطقة صحراوية. وأضاف: يشتمل المشروع على عشرة خزانات بعضها تم تشغيله كخزانات باللحمر وخزانات باللسمر والبعض الآخر سوف يتم تشغيلها الشهر الحالي وفي شهر شوال المقبل. إلى ذلك، بيَّن مدير فرع وزارة المياه بالنماص المهندس عبدالله بن غرم الشهري أن دور الفرع يتمثل في الفترة القادمة في الإشراف على عمليات التوزيع عبر أربعة أشياب تم تركيبها بالإضافة إلى خزانين للمياه ذوي سعة تخزينية عالية بقدرة 10 آلاف متر مكعب. وأضاف أنه سيتم تنظيم عمليات التوزيع ودخول الصهاريج بما يضمن تيسير الحصول على المياه بأسعار رمزية وفق التسعيرة المعتمدة من قبل الوزارة للطن الواحد. وقال الشهري إن فرع المياه قدم حلولاً مؤقتة لحل معاناة الأهالي في الأعوام السابقة عبر محطات التنقية التي تم تركيبها على سد بدوة شرقي النماص وسد وادي عياش بمركز بني عمرو شمال المحافظة مما أسهم في التخفيف الجزئي لمعاناتهم. من جهته لفت رئيس المجلس البلدي علي بن محمد العسبلي إلى ضخامة المشروع وأهميته لافتاً إلى أن أهالي المحافظات والمراكز المستفيدة كانوا ينتظرون بشغف انتهاء المشروع لحل أزمة المياه في المحافظة، حيث إنه يعتبر الحل الجذري للأهالي ومصدراً هاماً من مصادر المياه لهم نظراً لما سيسهم في إنهاء معاناتهم طوال العام من شح المياه مثمناً للقيادة الرشيدة ما تحقق للأهالي في هذا الجزء من وطننا الغالي. محافظ التحلية يتحدث للزميل سعيد معيض