رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير مساء أمس افتتاح الندوة العدلية الأولى لهذا العام بمقر الغرفة التجارية والصناعية بأبها. وبدئ الحفل بالقرآن الكريم ثم ألقى رئيس محاكم منطقة عسير فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن إبراهيم المحيميد كلمة أكد فيها قائلاً إن ما ننعم به في هذه البلاد من الخير الوافر الفضل به يعود لمسدي النعم المولى عز وجل فلله الحمد أولاً وآخراً، ثم بعد ذلك لهذه القيادة التي تقوم بالخير وتأمر به وتسعى لتطبيق الشريعة والتي ثابت تطبيقها من لدن بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا الحاضر لأنها شريعة صالحة لكل زمان ومكان فهي راسخة الأسس متجددة العطاء مستديمة البناء. وأوضح فضيلته قائلاً إن تطبيق هذه الشريعة بأحكامها الموضوعية وتشريعاتها الحكمية تتطلب تنظيمات اجرائية تتوافق مع متطلبات العصر وضوابطه وهي لا تخالف أسس الشريعة وثوابتها وقد قامت وزارة العدل بايجاد جملة من التنظيمات الاجرائية المتعلقة بتوجيه العمل القضائي في المحاكم الشرعية على وفق منظومة متواصلة وكان آخر هذه الأنظمة الاجرائية ما صدر مؤخراً من أنظمة عدلية تكون منظومة متكاملة وهي نظام المرافعات الشرعية ونظام الإجراءات الجزائية ونظام المحاماة ونظام التسجيل العيني للعقار. فكان صدورها محققاً لتكامل العمل الإجرائي في المحاكم بما يحقق التنظيم العملي والسهولة الاجرائية والثمرة المنشودة من القضاء وهي ايصال الحقوق لأهلها. بعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي عن وزارة العدل يتحدث عن إدارتها ومحاكمها وأعمالها وأنظمتها والتطور الذي تشهده. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل كلمة قال فيها يسعدني ويشرفني أن أشارككم في بداية أعمال هذه الندوة التي من شأنها توعية وتثقيف الناس وخصوصاً في الجهات المختصة بالأنظمة العدلية في هذه البلاد وبإتاحة الفرصة للإدارات الحكومية المعنية كذلك للمشاركة من أجل الوصول إلى الأمل المنشود من إقامة هذه الندوة في هذا الوقت وهذا المكان. وأضاف الأمير خالد قائلاً لقد تميزت هذه البلاد قيادة وشعباً بأنها البلاد الوحيدة في العالم التي تطبق شرع الله في بلاد الله على عباد الله ولقد اختارت هذا المنهج الإسلامي منذ اليوم الأول الذي دخل فيه مؤسس هذه الدولة الرياض ولقد سارت على هذا المنهج في عهد أبنائه البررة وسوف تستمر إن شاء الله إلى أن تقوم الساعة. وقال سموه علينا واجب يتمثل في أن نتكاتف ونتعاون حكومة وشعباً في نجاح هذا المشروع الإسلامي في هذه البلاد الإسلامية لأنه إذا نجح فسوف يكون المثال والقدوة لغيرها من البلاد الإسلامية. وإذ فشل - لا سمح الله - فسوف تكون آخر معقل لدولة إسلامية على هذه البسيطة وعلينا أن نتعاون وأن نتكاتف من أجل هذه الوحدة الوطنية التي جعلت من هذه البلاد أنموذجاً فريداً في هذا العصر المضطرب. بعد ذلك بدأت فعاليات جلسات الندوة الست والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام. وترأس الجلسة الأولى الشيخ ناصر بن إبراهيم المحيميد رئيس محاكم منطقة عسير وتم خلال الجلسة عرض ثلاث أوراق عمل الأولى بعنوان (اثر القضاء والأنظمة في تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع) للدكتور خالد بن سعود البشر، والثانية بعنوان (رعاية الأنظمة والحقوق) للشيخ مشعل العسكر من المحكمة العامة بخميس مشيط، والثالثة بعنوان (حجية القرائن في الفقه والنظام) للدكتور يحيى بن عبدالله السعدي بجامعة الملك خالد بأبها.