يعد الجناحان المحسنان رجلا البذل والخير عبد اللطيف ومحمد أبناء أحمد الفوزان شرعة للعمل الخيري الممنهج، صفت نواياهما فصلحت أعمالهما، لم يدخرا وسعاً في أي عمل ينفع الناس إلا وتصديا له طواعية وبدون سابق إعلان، فنالا ثقة الناس واحترامهم، ينفقلن بسخاء جزل في بروز قاعدة العمل الخيري الوقفي المؤسسي المنظم والمبني على أسس مؤسسية تميل إلى العمل المستديم الذي يعم خيره ويدوم نفعه، وهذا هو دأب مسيرة هذين المحسنين الكريمين اللذين عرفا بالزلفي موطنهما، واحتفت بهما إشراقات ومبرات الوقف وبركاته من معين الثروة التي عرفا حق الله فيها بإرادة الخير في نفوسهم، وبواعث الإحسان في بذرة شكر النعمة مما أفاء الله عليهما من الأموال، (وأما بنعمة ربك فحدث)، وقد أنشآ بوعيهما اتجاهاً إيجابياً عاماً ينزع إلى تشجيع الأعمال الخيرية الوقفية حسب الأهمية وأولويات الحاجة، وهنا تبرز القدوة الحسنة التي فتحت الباب للبقية للسير في هذا الطريق المبارك، وينسب فضل السبق لأهله.. ولعل البارز في إحسانهما النزعة في البذل الكبير دون حساب أو نشر أو إعلان، إنما ابتغاء فضل الله ورضوانه العظيم تحقيقاً لقوله تعالى: (قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال). وأسأل الله أن يكونا ممن قال الله فيهم: (ومنهم سابق بالخيرات)، لذا تصدرت أوجه الدعم في أوجه الوقف الخيري لديهما ومنها على سبيل المثال لا الحصر: أولا: مبرات أحمد الفوزان، والتي يعود ريعها بالكامل لجمعية البر الخيرية بالزلفي والتي يتراوح تأجيرها ما بين (500 ألف ومليون ريال سنوياً)، كما يعمل على إقامة مبرة ثالثة لتوسعة المبرة الأولى على مساحة (1800)م2. ثانياً: إنشاء مركز مبنى الهلال الأحمر بالزلفي. ثالثاً: إنشاء مشروع مركز التأهيل الشامل بالزلفي والذي انتهى العمل به وسيفتتح ويتم تشغيله قريباً بتكلفة (50 مليون ريال) وتم بناؤه وفق أحدث المواصفات والمقاييس العلمية لتخدم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من أبناء المحافظة وما جاورها وغيرها من الأعمال الخيرية التي تجري على أيديهم في داخل المملكة وخارجها ومنها بناء المساجد والمراكز وحفر الآبار ورعاية كل عمل يخدم المجتمع لنثمن الوعي الكبير للمحسنين المتبرعين وأبنائهما ليضعون المال في أطره الصحيحة ابتغاء وجه الله والدار الآخرة.. ولقد حدا بهم إلى نشر هذه الأعمال الجليلة والخيرة سمو المقصد ونبل الهدف وحسن النية وابتغاء الأجر والمثوبة من الله عز وجل، إنها تجسيد حقيقي لمظاهر الإحسان الذي قدموه لأنفسهم في حياتهم ليكونوا قدوات صالحة وحسنة لغيرهم من الموسرين، إنهم الذكر الحسن الباقي الذي يتلى بالثناء والدعاء، إنهم بحق أنموذج مؤسسي يحتذى للعمل الخيري الممنهج والذي يبقى بلا انقطاع كوقف خيري يشرق كشمس تتعدد إشراقاتها بالخير والنماء آناء الليل وأطراف النهار. لقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الناس شهداء الله تعالى في أرضه بما شهدوا على المرء من خير أو شر، ويستوي من ذلك الأحياء والأموات، أما الأحياء فيحفزهم قول الله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث)، وما هذا المقال الموجز إلا تذكرة بالأسوة الحسنة التي يمثلها الأخوان عبد اللطيف ومحمد أبناء أحمد الفوزان في منطلقات العمل الخيري المؤسسي القائم على فكر نير وفقه إنفاق واع جدير بأن يعلن عرفاناً بجميلهم، وتخليداً لذكرهم، واعترافاً بسبقهم انطلاقاً من حديث رسول الله (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) رواه مسلم. أسأل الله العلي القدير أن تكون أعمالهم خالصة لوجهه الكريم وأن يجزل لهم الأجر المثوبة وأن يمتعهم بالصحة والعافية وأن يصلح ذرياتهم.. آمين. الشيخ أحمد الفوزان رحمه الله