الحمد لله الذي جعل البر مجالاً لتنافس العباد والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي كان اجود بالخير من الريح المرسلة ورضي الله عن سلف هذه الامة الذين نعتهم ربهم جل وعلا بأنهم يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة، وهنيئاً لمن اقتفى اثرهم وسار على نهجهم الى يوم الدين وبعد. فإن المال من نعم الله التي جعلها مجالاً للابتلاء وقسم الناس فيه الى منفق وممسك وارسل ملائكته ليكونوا عزاً للمنفقين ومقتاً للممسكين، وقدر الفوز للمنفقين في الدنيا والآخرة، وان من اسباب البذل بسخاء تبادل الثقة بين الراعي والرعية وقد وقفت بنفسي على مواقف حدثت بشكل عفوي وهي كافية للتعبير عن الحب والولاء والإخلاص الذي يسود هذه العلاقة. اما الموقف الاول فقد حدث في مسرح ادارة التربية والتعليم في الزلفي عندما زار وزير التربية والتعليم سابقاً محمد بن احمد الرشيد الادارة والتقى عدداً من منسوبي التعليم وطلابهم، وبعد ان بدأت المداخلات والمناقشات وكنت المسؤول عن تنظيم الاسئلة رفع صبي يده يطلب اللاقطة ولم يطلب ذلك وفقاً للتنظيم المعد لذلك، فأمر الوزير بأن تعطى له، فقال الشاب هل انت تشوف الملك فهد. فأجاب الوزير نعم، فقال الشاب بكل براءة سلم لنا عليه وقل له اننا نحبه. فابتسم الوزير وقال ان شاء الله ابلغه مظهراً فرحه بمقولة الصبي وشكره. اما الموقف الثاني فعندما تشرفت بالسلام على خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز ضمن وفد الزلفي خصنا بوقفة ابوية عبر فيها عن حبه لأهل الزلفي وقال سلموا لي عليهم جميعاً كباراً وصغاراً. ومن يتأمل الموقفين يدرك عمق الالفة والتلاحم بين الراعي والرعية ولاشك ان ذلك من نعم الله العظمى التي امتن الله بها على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى الامة من بعده، ومن تأمل في وضعنا الحاضر يدرك ان التزام هذا البلد قادة وشعباً بدين الله وتحكيم الشرع وخدمة الحرمين الشريفين أسباب رئيسة لهذا التلاحم الذي نرى وميضاً من نتائجه في استجابة المحسنين لنداء قيادتهم في اقامة المبرات الخيرية لتمثل احد معالم العطف الانساني من الاغنياء على المحتاجين من ابناء وطنهم واقاربهم رغبة فيما عند الله من الاجر العظيم. إن اقامة المحسنين الكريمين عبدالله ومحمد ابني احمد بن عبداللطيف الفوزان هذه المبرة الخيرية لوالدهم - رحمه الله - في مسقط رأسه ومربع صباه بقيمة تقدر بعشرة ملايين ريال لمسة وفاء منهم لبلدهم فمن منظور عمراني هذا المبنى معلماً حضارياً في تخطيطه وجماله كما يمثل مورداً مالياً يصرف ريعه على الايتام في هذه المحافظة فنسأل الله ان يحقق لهم وعد نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يحشرهم في زمرته في جنات النعيم كما نسأله سبحانه ان يرفع درجتهم في الآخرة وان يبارك لهم فيما آتاهم من المال والاولاد وان يرزقهم بر ابنائهم وان يجمع لهم في هذه المبرة بين الصدقة والصلة انه سميع مجيب. وفي هذه المناسبة يسر منسوبي جمعية البر الخيرية بمحافة الزلفي ان يرفعوا اسمى معاني الشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله على رعايته الجمعيات الخيرية ودعمه السخي لها مادياً ومعنوياً، كما يتوجهون بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز على بذله جهده ووقته وجاهه لرعايته حفل وضع الحجر الاساس لهذا المرفق الخيري والشكر موصول لمعالي وزير الشؤون الاجتماعية ومعاونيه في مجال الاشراف على الجمعيات الخيرية ودعمها فلهم منا الشكر والعرفان ونسأل الله ان يجزل مثوبتهم وان يبارك جهودهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. ٭ رئيس مجلس الادارة