أعلن قائد كتيبة تابعة لسلاح الهندسة في الجيش الإسرائيلي، عقب انتهاء تدريبات نفذتها كافة وحداته منتصف الأسبوع الماضي، أن إسرائيل لا تريد حرباً مع حزب الله في لبنان، محذراً من أن أي هجوم يشنه الحزب سيؤدي إلى مواجهة عسكرية كبيرة. وقال قائد الكتيبة الهندسية، وهو برتبة مقدم "إننا نريد أن نحيا بهدوء، لكن في حال شن حزب الله هجوماً أو نفذ اعتداء على أراضينا، فإن رد الفعل من جانبنا سيكون شديدا". ولا يزال بالإمكان مشاهدة المركبات العسكرية الإسرائيلية في طرقات منطقة اصبع الجليل، أمس وهي عائدة إلى مقر الكتيبة الهندسية في "أفيفيم" بعد يومين من انتهاء التدريب على طول الحدود الإسرائيلية – اللبنانية. وقال المقدم، وهو يشير إلى بلدة مارون الراس اللبنانية الواقعة في أعلى تلة وإلى نصب تذكاري فيها، رُفعت عليه أعلام فلسطين ولبنان وحزب الله وأقيم قرب ضريح قديم في حقل تحت البلدة لذكرى 6 لبنانيين قتلوا في أحداث يوم النكبة قبل عامين، إنه "يوجد توتر بالغ في الجو، وأي حدث هنا سيتحول بسرعة إلى حدث كبير، وبعد التدريب الأخير نحن مستعدون، والقوات في حالة جهوزية، لمواجهة أي تصعيد". وشدد الضابط الإسرائيلي على أن "لا مواطني لبنان ولا جيش لبنان هم العدو بالنسبة لنا وإنما العدو هو حزب الله، والتوتر هنا دائم ونحن نستعد من خلال التدريب الأخير، كما جرى خلال التدريبات السابقة، لحماية أنفسنا". واعتبر أن "الجيش الإسرائيلي ليس منشغلا بالهجوم وإنما بالدفاع، وفي التدريب الأخير تدربنا على كيفية الدفاع في حال تعرضنا لهجوم مشابه للهجوم 105" في إشارة إلى هجوم حزب الله في 12 يوليو العام 2006 وأسر الجنديين الإسرائيليين واندلعت بعده حرب لبنان الثانية. ولوح بأن الرد الإسرائيلي على هجوم من جانب حزب الله سيكون من خلال إعادة اجتياح مناطق في لبنان، لكنه اعتبر أن "حزب الله ما زال مرتدعا منذ حرب لبنان الثانية ويلجم نفسه من تنفيذ هجمات". وأشار الضابط إلى براميل زرقاء اللون تقع خلف الشريط الحدودي والتي وضعتها قوات يونيفيل التابعة للأمم المتحدة لرسم "الخط الأزرق" بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في مايو العام 2000، وقال "لقد وضعنا الأسلاك الشائكة على طول الخط الأزرق على بعد أمتار من هذه البراميل لكي لا يتهمنا أحد، إذا ما دخلت قواتنا إلى الجيب الواقع بين الشريط الحدودي والخط الأزرق، بأننا توغلنا في الأراضي اللبنانية". وأضاف أن "حزب الله يحاول تصويرنا كعدوانيين، وهذا ليس صحيحا، لكن حزب الله يحاول التأثير على أداء الجيش اللبناني في المنطقة، وقد حدث قبل 3 أعوام تقريبا أن وقع إطلاق نار بين قواتنا وقوات الجيش اللبناني بادعاء أننا تجاوزنا الخط الأزرق وسقط قتيل لبناني". وأكد على أنه "لا توجد لإسرائيل أطماع بالتوسع في الأراضي اللبنانية، ونحن لا نريد العودة إلى الوضع الذي كان سائدا قبل العام 2000، أي قبل الانسحاب من جنوب لبنان، فلا يزال هناك خدش في كل بلدة إسرائيلية عند الحدود بسبب الهجمات التي تعرضت لها في تل الفترة، ونحن نريد العيش بهدوء الآن". ورأى الضابط الإسرائيلي أن "حزب الله لا يريد توريط نفسه بحرب معنا، لكني لا أستبعد أن يقدم على عمل ما من أجل صرف الأنظار عن الحرب الأهلية في سوريا". ورغم ذلك، قالت ضابطة من فرقة الجليل العسكرية في الجيش الإسرائيلي، من ناحيتها، ل"يو بي آي"، إن "العام الأخير تميز بمحاولة حزب الله تنفيذ عمليات ذي معنى، مثل إرسال طائرة من دون طيار وتهريب مواد متفجرة إلى داخل إسرائيل، وهذا حدث لأول مرة منذ العام 2006". وقالت الضابطة إن "حزب الله يقوم بنشاط كبير في مجال تهريب المخدرات من لبنان إلى إسرائيل عبر قرية الغجر". ولفتت إلى أن حزب الله يكتسب خبرات من مشاركته في الحرب الدائرة في سورية، مشيرة إلى أنه في المعركة على بلدة القصير "كانت المرة الأولى التي يخوض حزب الله فيها تجربة هجومية واحتلال بلدة". ورأت أن "حزب الله انتصر بالنقاط في معركة القصير، لكنه تلقى ضربة من خلال عدد قتلاه، لكن حزب الله اكتسب خبرة في هذه المعركة".