كم هو جميل أن يُكرَّم الإنسان، وكم هو جميل أن يكون هذا التكريم مستنداً إلى عطاءات ومجهودات تستحق التكريم، وفق آليات وتنظيمات بعيداً عن المجاملات، وكم هو أجمل أن يكون التكريم من مسؤول أو جهة لها وزنها وقيمتها. في يوم الخميس الماضي شرُفْت بأن أكون في مقدمة المكرمين في حفل جائزة المفتاحة وتسلمت مجسم التكريم من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسر الذي سبق وأن أيد ترشيحي لهذا التكريم. التكريم أيضاً امتد ليشمل العديد من الزملاء في هيئة الإذاعة والتلفزيون، وبحمد الله صعد إلى منصة التكريم ثمانية مبدعين من منسوبي الهيئة ممن قدم عطاءات أو قام بمجهودات في مجال الإعلام المرئي أو المسموع لخدمة منطقة عسير والمناسبات والفعاليات التي شهدتها. مسك الختام كان نوعا آخر من الشراكة بين الهيئة والجهة المنظمة للحفل حيث عُرض اوبريت (شكرا ملك) والذي سبق وأن أنتجه التلفزيون بمناسبة اليوم الوطني، وقد أضاف إليه مؤلفه الشاعر المبدع عبدالله الشريف لمسات ليتناسب مع المناسبة فازداد الاوبريت جمالاً وتألقاً. أتحدث هنا عن نموذج للعلاقة التكاملية بين هيئة الإذاعة والتلفزيون، أو غيرها من المؤسسات الإعلامية، وبين القطاعات الحكومية أو الأهلية الأخرى. لا أرمي إلى المساومة أو لوي الذراع، بمعنى إن لم تُكرّمني فلن أقدم لك خدماتي الإعلامية، ولكن أقول إن من حق الجميع تقدير كل جهد يبذل، وكل اهتمام يقدم، ليس لمرة واحدة وإنما على امتداد العلاقة بين الطرفين، ولو تحدثنا بلغة الأرقام لوجدنا أن قنوات التلفزيون التابعة للهيئة بثت عن منطقة عسير في شهر واحد حوالي ستين ساعة بين مواد إخبارية وإعلامية وسياحية، ومن هنا حُق لها التقدير بعيداً عن المجاملة، وحُق لها أن تكون أكبر قطاع يحظى منسوبوه بالتكريم من قبل سمو الأمير فيصل. لكي تتمكن أي وسيلة إعلامية من تحقيق أهدافها وتطلعات كل الجهات لابد من وجود شراكة استراتيجية بين الجانبين، بمعنى أن الإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء يعد طرفاً مهماً في التخطيط والتنفيذ للفعاليات والمناسبات الصغيرة والكبيرة حتى لا يغيب عن الأخذ في الاعتبار أمور تحول دون إظهار المشروع أو المناسبة بالشكل اللائق وبالتالي تفويت الفرصة على المتلقي في أن يعرف كل ما يهمه من تفاصيل. ولقد قدمت إمارة منطقة عسير والقطاعات الأخرى نموذجاً راقياً في هذا الإطار حيث أُتيح المجال للزميل صالح الشريفي مدير محطة تلفزيون أبها بأن يشارك في مجلس المنطقة وفي العديد من اللجان مما ساعد على أن تكون التغطيات الإخبارية والبرامج الإعلامية عن المنطقة في أبهى حللها. الإذاعة والتلفزيون، ومن منطلق مسؤوليتها الوطنية والاجتماعية ملزمة بأن تكون المرآة الصادقة لعكس كل ما يجري على أرض الواقع من أنشطة وفعاليات، وملزمة أيضاً بأن تكون صوت المواطن في الحديث عن الاحتياجات ولفت النظر إلى نواحي القصور إن وجدت، وهي لن تكون قادرة على القيام بهذه المهمة على الوجه الأكمل دون أن يكون هناك فهم حقيقي لدورها، وشراكة استراتيجية لها مع القطاعات الأخرى التي تطمح إلى التعريف بأنشطتها وفعالياتها على مدار العام.