أصدرت محكمة جدة الإدارية حكماً بعدم إدانة اثنين من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتهمة الاعتداء على شاب أمام أحد الأسواق، بسبب تغيب شهود إثبات الواقعة، وذلك بعد أربع جلسات قضائية دون حضورهم. وكانت هيئة الرقابة والتحقيق قد أحالت قضية العضوين إلى محكمة جدة الإدارية بتهمة إساءة المعاملة باسم الوظيفة العامة بعد التحقيق معهما في القضية المقيدة ضدهما بضرب شاب جامعي وخلع ثيابه أثناء ضبطه، بعد رصدهم تجوله حول السوق رافعاً صوت "المسجل". وشهدت المحاكمة تأجيل الحكم لأربع جلسات قضائية في انتظار الشهود الذين شهدوا بإثبات اعتداء عضوي الهيئة على الشاب بالضرب، إلا أنه لم يتسن أخذ إفادتهما، رغم إثبات حضور أحدهم للمحكمة في إحدى الجلسات إلا أنه اختفى قبل بدء الجلسة. وقد واجه القاضي رئيس الدائرة الجزائية الثالثة بالمحكمة أعضاء الهيئة بمدى نظامية الإجراء في ضبط المواطن وضربه وإجباره بالقوة على صعود سيارة الهيئة طالما أن سيارته موجودة وسلم بطاقته لكم، وتساءل؛ أليس من الأولى أخذ رقم سيارته، والرفع لمرجعكم وهو بدوره يتخذ الإجراء النظامي ضده، وكرر تساؤله عن مشكلة رفع صوت المسجل أو المعاكسة وهل تستدعي الوقوع في مشكلة أكبر؟. فيما كان رد عضوي الهيئة بدايةً بالطعن في التقرير الطبي وهو دليل الإدانة الأول الذي يثبت تعرض الشاب لإصابات نتيجة الضرب وحاجته للعلاج في المستشفى، وقالا إنه تقرير مزور وغير صحيح ، وقللا من قيمة شهادة الشهود الذين حضروا الواقعة الذين أكدوا في التحقيقات قيامهم بضرب الشاب. واضافوا أن ما شاهده الشهود إنما هو محاولة السيطرة على الشاب لمحاولته الهرب ومقاومته أعضاء الهيئة، وأنه لولا مقاومة الشاب لهم أثناء محاولتهم إركابه سيارة الهيئة الرسمية، ما حدث له ما حدث. ورداً على سؤال القاضي عن وجود نظام يجيز لهم الاعتداء بالضرب أثناء الضبط، أكدا بأن أنظمة الهيئة تتيح لموظفيها ضبط المخالف واستعمال القوة والإجبار، في حال تم ضبطه في قضايا معاكسة أو ما شابه، وأشارا إلى نص يذكر: "يحق لمن يحق لهم الضبط اختيار الوسيلة المناسبة لاستخدام القوة المناسبة متى لزم ذلك". وعن تفاصيل الحادثة، ذكر عضوا الهيئة أن ما حدث هو رصدهما تجول الشاب بسيارته حول مجمع تجاري في حي الجامعة، رافعاً صوت المسجل بالأغاني، فحاولا إيقافه لتحذيره، وأثناء محاولة ضبطه تفلت منهم وهرب، وتكرر منه نفس الفعل مرة أخرى، حين شوهد يجول بسيارته حول المجمع التجاري، وترجل عن سيارته بعد أن تم استيقافه، وسلمهم هويته التي تثبت أنه طالب جامعي، حول أسباب تواجده قال إنه يقضي أوقات فراغه في المجمع، وبمحاولة ضبطه وإدخاله سيارة الهيئة، قاومهم رافضاً الركوب وتفلت من أيديهم، وأثناء محاولة الإمساك به خلع ثوبه وهرب، ليفاجأوا به يقدم بلاغاً في شرطة جدة ضدهم.