أكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع في كلمة ألقاها على نحو مفاجئ عصر أمس أمام عشرات الآلاف من المتظاهرين في ميدان رابعة العدوية (شمال شرق القاهرة) أن "الانقلاب العسكري باطل" ودعا "الملايين إلى البقاء في الميادين" حتى عودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى منصبه. وأضاف بديع أمام المتظاهرين "رئيسنا هو مرسي" وكرر أكثر من مرة "نحن هنا إلى أن نحمله على أعناقنا أو نفديه بأرواحنا". وخاطب بديع الجيش المصري قائلا "يا جيش مصر عد إلى أحضان شعبك لا تحم فصيلا واحدا .. احم الشعب كله لا تنحاز إلى فصيل واحد" في الوقت الذي حلقت فيه مروحيات للجيش فوق الميدان. بديع: الانقلاب باطل.. وسنظل في الميادين حتى تحقيق مطالبنا وأكد بديع "لن تثنينا تهديدات ولا اعتقالات ولا سجون ولا مشانق جربنا الحكم العسكري ولن نقبل به مرة أخرى". وعلى الأثر توجه آلاف من أنصار الرئيس المعزول إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون في القاهرة، ومرت المسيرة بالقرب من ميدان التحرير حيث يحتشد الآلاف من المعارضين لمرسي. وأردف قائلاً :"يا شعب مصر..اعلموا أنه لن يضيع حق وراءه مطالب" ، وأضاف "متمسكون برئيسنا محمد مرسي، وأن هذه الحشود خرجت لتقول إن مرسي رئيسنا ورئيس كل المصريين، وأرواحنا فداك يا مرسي، وحنجيبوا على أكتافنا". التحقيق مع مرسي بعد غد.. وشيخ الأزهر يطالب بالإفراج عن السياسيين والنشطاء وقال بديع :" أقول لكم يا شباب مصر عليكم واجب التمسك برئيسكم مرسي، وليعلم قادة الجيش المصري أن قائدكم الأعلى هو محمد مرسي، ولا نهاب الاعتقالات". وفي تلك الأثناء، وقعت اشتباكات في مناطق متفرقة بالبلاد، حيث شهدت منطقة ماسبيرو وميدان عبد المنعم رياض القريب من ميدان التحرير مساء أمس اشتباكات عنيفة بين مؤيدي مرسي من الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية، وبين المتظاهرين المحتشدين بميدان التحرير لمنع اقتحامه والاستيلاء عليه حيث تم استخدام الأسلحة النارية في هذه الاشتباكات، وسادت حالة من الكر والفر بين الجانبين مما أسفر عن وقوع إصابات، وانتشرت قوات الصاعقة أمام كورنيش النيل المؤدي إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو، كما شوهد عدد من عربات الإسعاف تقوم بإخلاء الجرحى من المنطقة. مؤيدو مرسي يقذفون الحجارة على خصومهم «رويترز» وقتل ثلاثة على الأقل في تبادل إطلاق نار أمام دار الحرس الجمهوري في ضاحية مصر الجديدة. وقال مسؤول صحي ومصادر طبية إن شخصا قتل أمس وأصيب نحو ألف في مدينة الإسكندرية الساحلية بمصر في اشتباكات بين محتجين وقوات من الجيش والشرطة. وقالت المصادر الطبية إن نحو 75 مصابا نقلوا إلى مستشفى جامعة الإسكندرية بينما نقل نحو 400 إلى مستشفى ميداني يجاور مسجد عصر الإسلام وعولج نحو 500 مصاب في مستشفى ميداني بالمسجد. واندلعت الاشتباكات عندما حاول مؤيدو مرسي الوصول إلى ميدان سيدي جابر الذي اعتاد معارضو مرسي تنظيم احتجاجاتهم فيه. واستمرت الاشتباكات حوالي خمس ساعات. كما قالت مصادر أمنية وشهود عيان إن مسلحين أطلقوا النار أمس على خمسة رجال شرطة بمدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء وأردوهم قتلى. وفي السويس رشق إسلاميون قوات الأمن بالحجارة قبل أن يتمكن الجنود من تفريق تجمع على ضفة القناة. وأعلن مصدر قضائي أنه سيتم التحقيق اعتباراً من بعد غد الإثنين مع الرئيس المعزول محمد مرسي وثمانية متهمين آخرين معظمهم من قيادات جماعة الإخوان في الاتهامات الموجهة إليهم "بإهانة القضاء". وأوضح المصدر أن قاضي التحقيق في هذه القضية أصدر قراراً بمنع سفر مرسي والمتهمين الآخرين. من جهة أخرى، قرر النائب العام المصري عبد المجيد محمود إخلاء سبيل رئيس حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني ورشاد البيومي نائب المرشد العام لجماعة الإخوان على ذمة التحقيقات الجارية معهم بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية. وأوضحت الوكالة انه تقرر إخلاء سبيلهما "بضمان محل إقامتهما". وكان عبد المجيد الذي عاد مؤخرا إلى منصبه بحكم قضائي أعلن في وقت سابق انه سيتقدم باستقالته بسبب "استشعاره الحرج" من اتخاذ إجراءات وقرارات قضائية ضد من قاموا بعزله من منصبه. وقد عزل محمود من منصبه بموجب الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي في يناير الماضي وأثار احتجاجات واسعة آنذاك ووصفته المعارضة بأنه "إعلان استبدادي". من جانبه، أصدر الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور أمس قراراً بحل مجلس الشورى الذي كان يتولى سلطة التشريع في البلاد قبل عزل مرسي. كما أصدر منصور قراراً جمهورياً بتعيين رئيس جديد لجهاز المخابرات العامة. وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن الرئيس المؤقت أصدر قراراً "بتعيين محمد احمد فريد رئيساً لجهاز المخابرات العامة" خلفاً للواء محمد رأفت شحاتة الذي عين مستشاراً أمنياً لرئيس الجمهورية". وكانت جبهة الإنقاذ الوطني دعت صباح أمس إلى تظاهرات عاجلة للدفاع عن ثورة "30 يونيو"، وقالت الجبهة في بيان إنها "تدعو المصريين جميعاً إلى النزول للميادين للدفاع عن ثورة 30 يونيو التي قامت من أجل تحقيق أهداف ثورة 25 يناير" التي أطاحت حسني مبارك. وأضاف البيان "إننا الآن مطالبون بحماية مكتسبات الموجة الثانية لثورة 25 يناير، وتأكيد إرادتنا في استعادة الاستقرار لبناء الوطن وتنميته"، مؤكدا أن "بقاءنا في الميادين إلى حين استكمال إجراءات المرحلة الانتقالية سيؤكد للعالم بأجمعه أن المصريين فخورون بثورتهم، ومتمسكون بنجاحها". كما دعا الجيش المصري إلى الوحدة و"المصالحة" والابتعاد عن "الانتقام". وأخيراً، دعا شيخ الازهر احمد الطيب أمس إلى الافراج عن السجناء السياسيين بعد القبض على عدد من قادة جماعة الإخوان المسلمين في أعقاب عزل الرئيس محمد مرسي. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية ان الامام الاكبر دعا إلى الافراج عن "سجناء الرأي" والنشطاء السياسيين. وقالت الوكالة إن الطيب طالب في بيان "بالإفراج الفوري عن كل معتقلي الرأي والناشطين السياسيين والقيادات الحزبية المصرية." واضافت أنه طالب أيضاً بألا تزيد الفترة الانتقالية بعد عزل مرسي "عن الحد اللازم لتعديل الدستور وإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية وتعويض أسر الشهداء الذين لقوا مصرعهم في ميادين مصر من الجانبين باعتبارهم وطنيين مصريين مهما اختلفت آراؤهم ورؤاهم السياسية."