كنت أعاني من عدم قدرتي على الكتابة بوجود الموسيقى، لأنني أولي انتباهي إلى ما أسمعه أكثر مما أوليه إلى ما أكتبه، ومازلت حتى اليوم لا أتردد إلا نادراً على الحفلات الموسيقية، لأنني أشعر أنه يقوم، في مقعد الصالة، نوع من الحميمية الوقورة مع جيران غرباء. ومع ذلك، مع مرور الزمن وتوفر الإمكانيات لسماع موسيقى جيدة في البيت، تعلمت الكتابة بوجود خلفية موسيقية تتوافق مع ما أكتبه: نكتورنات شوبان للأحداث الهادئة، أو سداسيات براهمز للأمسيات السعيدة. ولم أعد أستمع، بالمقابل، إلى موزارت لسنوات طويلة، منذ أن داهمتني الفكرة الشيطانية بأن موزارت غير موجود، لأنه عندما يكون جيداً فهو بيتهوفن، وعندما يكون سيئاً يصير هايدن. * الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز - من مذكراته «عشتُ لأروي»