قبل ساعات على إعلان نبأ تمديد مهلة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة حتى نهاية العام الهجري الجاري، كانت "الرياض" حاضرة في مقر المديرية العامة للجوازات المكتظ بالمراجعين والمصححين والعمالة التي تبحث عن منقذ لها من "أيادي التنظيف" الجادة، بينما بدت مراجعاته في حال يرثى لها، إلا أن مشهد الوجوه اليائسة والمرهقة بحثاً عن خلاص تبدل في لحظات رافقت إعلان خبر التمديد، فاكتست وجوههن ابتسامات صافية، وانشرحت الاسارير التي عقدها اليأس، وتحول المكان الذي كان يغص تعباً وضيقاً إلى قاعة فرح تبادلت فيها المراجعات التهاني وأطلقن "الزغاريد "، وأمتلأ المكأن ارتياحاً بالمساحة الزمنية الكافية، وأطلقت الموظفات تنهيدات باردة أزاحت العبء الواقع عليهن، والضغط الذي حاولن ضبط أعصابهن أمامه بقوة رهيبة معظم الوقت. فاض مقر الجوازات بالمراجعين فسالوا من بواباته على امتداد طريق الملك فهد والمرافق القريبة كما لم يفت "الرياض" رصد حال الزحام الشديد الذي سبق انتهاء مهلة التصحيح المفترضة بيوم واحد، حيث فاض مقر الجوازات بالمراجعين، فسالوا من بواباته على امتداد طريق الملك فهد كاملا والمرافق القريبة منه، وتراكم سيل من السيارات على الطريق في ظل انعدام المواقف أمام جهة خدمية يزورها آلاف المراجعين يومياً. ولم يكن الزحام المشهد الحزين الوحيد الحاضر في هذا اليوم، بل كانت مشاهد الوجوه أكثر تعبيراً عن حال التعب واليأس والوفاء والنكران، فهناك إحدى المراجعات التي أحضرت عاملتها المنزلية الاندونيسية التي عاشرتها أكثر من خمسة أعوام، والقتها داخل الجوازات وتركتها تبكي وتبحث عنها من دون جدوى، كونها تعمل بشكل غير قانوني من العمالة الهاربة، وهنا سيدة مسنة (أم خالد) ترافقها عاملتان إحداهما أفريقية تعملان لديها وترغب في تصحيح وضعهما، والأخرى مصرية الجنسية تحاول نقلها على كفالتها، بعد أن حضرت (وفقاً لحديثها ل "الرياض") إلى المملكة قبل أكثر من ثلاثة أعوام بتأشيرة لأداء العمرة، ومن ثم تخلفت هنا تاركة زوجها، وظلت تتنقل بين المشاغل والمراكز، قبل أن تلجأ للعمل لدى أم خالد مع بداية مهلة التصحيح. وحال المواطنة حصة لا يختلف كثيراً عن أم خالد، فهي حضرت قبل أسبوع لنقل كفالة سائقها، ففوجئت بإحدى العاملات تسألها عن رغبتها بخادمة منزلية، فوافقت وهاهي تعاود الحضور لنقل العاملة الجديدة إلى كفالتها وتصحيح وضعها لتظل معها. وخرجت المواطنة صيتة العنزي من الجوازات آسفة على عدم تمكنها من كفالة ابنها بسبب الزحام "غير المحتمل"، مبدية تأكيدها بأن تمديد المهلة قرار صائب في ظل هذا الحشد الكبير الراغب في التصحيح.