تتعدد أسباب توجه سكان محافظة جدة الى إدارة الجوازات في هذه الأيام وتكثر المعاملات التي يرغبون في إنهائها قبل بداية العطلة الصيفية التي باتت على الأبواب، ما يتسبب في اختناقات مرورية في الشوارع القريبة من مقر الجوازات والمؤدية اليه، تتحول في وقت الذروة الى شبه شلل في حركة السير. «عكاظ» تواجدت في الموقع واستوقفت عددا من مراجعي الجوازات لرصد ملاحظاتهم وانطباعاتهم. فقال عمر الغامدي إنه فوجئ بالازدحام الذي وصفه بالخانق حينما اقترب بسيارته من مقر الجوازات التي يراجعها لتجديد جواز سفره وجوازات عائلته استعدادا للسفر الى الخارج في عطلة الصيف. وتابع: الأمر فوق الاحتمال ولا أدري هل استطيع انجاز ما قدمت من أجله في ظل هذا الوضع أم سأعود بخفي حنين لأراجع مرة أخرى مستقبلا؟ والتقط طرف الحديث محمد ناصر ليقول إنه يراجع الجوازات لإنهاء معاملات تصحيح وضع ونقل كفالات عمالة وافدة ويشعر بأعراض ارتفاع ضغط الدم والإرهاق والتوتر من طول مدة الانتظار. ويضيف: لا أدرى متي تنتهي المعاملات التي أقلقتني، وزوجتي تصر على إتمامها وتعتبر أن إنهاء معاملة نقل كفالتها فرصة لن تتكرر خاصة أن انجازها يتم برسوم رمزية، فهذا الانطباع موجود لدى الجميع ولذلك يزدحم مقر الجوازات بالمراجعين ما يتطلب طاقما اضافيا لإنهاء المعاملات قبل انتهاء مهلة الأشهر الثلاثة التصحيحية. التعب كان باديا بوضوح على وجه أم ماجد حينما التقيناها، وقالت بعد أن التقطت أنفاسها إن لديها معاملة لتصحيح وضع سائق الأسرة الذي يقوم بإيصال الأطفال الى مدارسهم ويعيدهم منها بعد انتهاء اليوم الدراسي. وأضافت: أشعر بالتعب والانهاك جراء المشوار اليومي للجوازات، والتعقيدات من قبل بعض الموظفين فضلا عن الزحام الخانق، فأنا امرأة متعبة فكيف لي بتحمل الازدحام كل يوم؟ واستطردت: بدم بارد يحولنا موظفو الجوازات من شباك الى آخر، نحن نعلم أنهم يواجهون ضغطا كبيرا في فترة مهلة تصحيح الأوضاع إذ عليهم انهاء معاملاتها الى جانب المعاملات الأخرى، لكن كان ينبغي تهيئتهم نفسيا ودعمهم ماديا من أجل استقبال المراجعين بهدوء. أما إبراهيم السالم فرأى أن التكدس والازدحام أمام مدخل المقر الرئيسي للجوازات في حاجة ملحة لمعالجة وتنظيم، مقترحا توسيع المدخل ليستوعب مثل هذا الازدحام مستقبلا. وقال إن ما يزيد الطين بلة أنك حين تدخل الى المبنى تواجه بالموظفين الذين يقومون بتفتيش وتوجيه المراجعين الى المكان الذي تنجز فيه معاملاتهم، ما يتسبب في زحام عند الدخول والخروج ناهيك عن الزحام أمام شباك الطلبات فكل شخص لديه مهمة جاء للجوازات من أجل إتمامها وإنهائها. وأضاف: في «الأكشاك» خارج المبنى يتواجد العديد من الاشخاص لمساعدة المراجعين على اتمام معاملاتهم مقابل مبلغ مادي، من تصوير مستندات وانهاء معاملات وتصوير، حتى المأكولات والمشروبات لها أماكن مخصصة وذلك يسبب زحاما إضافيا للموقع بالاضافة إلى مرور المركبات أمام المبنى وإزعاج المراجعين بأصوات الأبواق المرتفعة ورفع الأصوات على بعضهم من أجل محاولة عبور الشارع. وأردف: بعض الأهالي اختصروا على أنفسهم الأمر وكلفوا معقبين بمتابعة إنهاء معاملاتهم. من جانبه، استغرب عبدالقادر باصرة وجود بعض البسطات العشوائية بجوار مبنى الجوازات وغياب الرقابة، مطالبا بإزالتها وإبعادها عن الموقع، لافتا الى أن الباعة الجائلين أصحاب هذه البسطات التي تباع فيها الخضروات والفواكه يزيدون الازدحام ازدحاما بتضييق الممرات المؤدية الى مدخل المبنى وعرقلة سير المركبات، كما أن هناك من استغل التواجد الكثيف في الموقع لممارسة التسول وغالبيتهم وافدون متخلفون ومخالفون للأنظمة من نساء ورجال.