ناضل الفتى المؤمن بالأرض والإنسان والإرث عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه- من أجل إنشاء وطن للشموخ والكرامة والعزة، تكون مداميك فضاءاته المحبة والتآلف والتجانس بين أطيافه الاجتماعية، وينتج أمناً للجميع، وفرصاً للمشاركة وصناعة التألق لكل فرد من أفراده، ويسهم في التأثير بالقرار الأممي، ويكون له رأي يحترم، وكلمة تسمع، ورغبة تستجاب، وأثمرت نضالات عبدالعزيز بن عبدالرحمن عن قيام وطن حاضن لشتات إنسان، وتفرق مجموعات، ألغى بالمفاهيم المتفوقة انتماء الفرد إلى مجموع صغير، وارتباطه بموقع جغرافي محدود، ومورد ماء ومرعى، إلى الانتماء للوطن الكبير من الماء إلى الماء، والاعتزاز بالهوية الفكرية والثقافية لشعب ونظام سياسي وجغرافيا ومؤسسات مدنية حديثة. الوطن الذي قدمه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لإنسان الجزيرة العربية لم يكن صناعة مستعمر، ولا منتج قوة خارجية إقليمية كانت أو دولية، ولا تأسس بتحالفات ومساعدات فرضت عليه توجهاته السياسية والاقتصادية وارتباطاته الدولية، وإنما قام حراً أبياً وطناً للشموس والإيمانات الإسلامية والعروبية بفضل عزائم عبدالعزيز ورجال معه آمنوا بالحق والإنسان والعدالة والكرامة للبشر، وأخلصوا لقيم ومبادئ ومُثلٍ نشأ عليها إنسان هذه الأرض، وتعاملوا بأخلاقيات الرجال، وسلوكيات الفرسان، فصاغوا وطناً للأجيال التي حملوا مستقبلاتها هماً وهاجساً، ووضعوا ترسيخ أسس أمنها ورفاهها هدفاً، وإعدادها تمتلك العلم والوعي والثقافة والمعرفة غاية. قام هذا الوطن على أسس رغبات وتطلعات وأحلام وأماني الإنسان في إيجاد وطن له يقدمه للعالم كإنسان حضاري يتماهى مع الشعوب الأخرى في وجود هوية تميزه، وتمنحه التفاعل مع الإنسان في هذا الكون الواسع، وتبعد عنه صفة الكائن البشري الذي يكون إنتماؤه إلى القبيلة أو المجموع الصغير، أو العائلة وامتداداتها، ويرتبط بحيز جغرافي صغير هو حدود إنتمائه، وما يمنحه الهوية، وتحققَ له هذا الحلم وقام وطن قوة إقليمية ودولية مؤثرة وفاعلة، يعتز به جميع مواطنيه، ويحضن كل إنسانه في تناغم اجتماعي مبهر. إذن: الوطن قامت أسسه، ونشأت مضامين تطوره، وامتلاكه لمقومات الحياة عبر نضالات وجهود وكفاح وعزائم رجال، والأجيال تعي وتدرك قيمة هذا الوطن، ومكتسباته، وإرثه، ومقوماته، فلا تسمح في المطلق أن يستهدف إنسانه والجغرافيا في الأمن والعيش والمكتسبات وتناغم أطيافه وشرائحه ومكوناته، ويرفض كل فكر تكفيري، أو استهدافات للنظام ومضامين الحياة، ويقف أمام المتطرفين والقتلة والإرهابيين ومن يريد بهذا الوطن سوءاً، ولا يسمح بأن يجد هولاء مكاناً على أرضه، أو تعاطفاً من إنسانه. بالأمس صدرت أحكام قضائية على مجموعة كانت تهمها ".. اعتناق المنهج التكفيري وافتئاتهم على ولي الأمر والخروج عن طاعته بالسفر إلى مواطن الفتنة للمشاركة في القتال الدائر فيها، وقيام بعضهم بدور التنسيق لخروج الشباب إلى مواطن الفتنة، وقيام بعضهم بتزوير الأوراق الثبوتية، والتستر على بعض الهاربين والمطلوبين أمنياً، وقيام بعضهم بالتخطيط لقتل أحد رجال المباحث في المملكة، وجمع المال لدعم المقاتلين في العراق، وإساءة بعضهم لعلماء هذه البلاد ووصفهم بعلماء السلطان، ووصف الأجهزة الأمنية بالطاغوت، وحيازة الأسلحة والذخائر بدون ترخيص بقصد الإخلال بالأمن، وقيام بعضهم بإنتاج مقاطع فيديو تحريضية ونشرها في الشبكة العنكبوتية..". مثل هؤلاء لا يدركون معنى أن يكون للإنسان وطن، وانتماء.