بداية الأسبوع الماضي وفي اجتماع عقد في الدوحة ضم بعض من وزراء خارجية " أصدقاء سوريا" شن البيان الصادر من هذا الاجتماع هجوماً عنيفاً على مليشيا حزب الله التي تقاتل جنباً إلى جنب مع جيش النظام السوري، وشهد المؤتمر الصحفي لوزيري خارجية قطر والولايات المتحدة تنديداً بالتدخل للحزب الارهابي. ويعقد مساء الأحد في الرياض كبار مسؤولي وزارات الداخلية في دول مجلس التعاون اجتماعا يتوقع منه وضع آليات المناسبة لتنفيذ القرار الخليجي باتخاذ إجراءات ضد المنتسبين للحزب اللبناني سواء في اقاماتهم او أنشطتهم التجارية او الاقتصادية، وهو ما أكده عبداللطيف الزياني الامين العام لمجلس التعاون بأن المسؤولين الأمنيين سيضعون الآليات المناسبة لتنفيذ القرار بالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى، بما فيها وزارة التجارة ومؤسسات النقد والبنوك المركزية بدول الخليج العربي. من جهتهم وزراء الخارجية الخليجيون الذين عقدوا اجتماعاً في المنامة أمس مع نظرائهم الأوروبيين تطرقوا لهذا الموضوع في إطار بحث الأزمة السورية وأدانوا استمرار تدخل مليشيات حزب الله تحت لواء الحرس الثوري. وأكدوا أن تدخل حزب الله في سوريا "يعوق" انعقاد مؤتمر "جنيف 2" لحل الأزمة السورية، كما أكدوا أهمية العلاقات" مع إيران لتعزيز أمن واستقرار المنطقة. تخاذل أوروبي لكن في الوقت الذي تشدد فيه دول المجلس من قبضتها تجاه أنشطة الحزب العدائي، يبرز تخاذل من بعض الدول الأوروبية التي يبدو أن لها وجهة نظر مختلفة تجاه الحزب اللبناني إذ ترى أن في إدراجه كحزب إرهابي من شأنه تأجيج الوضع وضرب الاستقرار في لبنان، وهو أمر لا يبدو مقنعاً للخليجيين الذين يرون أنهم الأكثر اضطلاعا بالشأن اللبناني والأكثر استفادة وتضرراً من استقراره واضطرابه. وفشل الاتحاد الأوروبي ضمن جلسة عقدها في بروكسل من إدراج الحزب ضمن قائمة المنظمات الإرهابية بالرغم من الحماسة البريطانية والفرنسية لإدراجه في اللائحة السوداء إلا أن المحاولات باءت بالفشل. ويطرح ذلك الفشل سؤالاً حول اعتماد دول المجلس على أوروبا في هذه الخطوة. ويمكن ان يؤدي التخاذل الأوروبي بدول المجلس إلى إعادة النظر في تصعيد الملف دولياً خشية اصطدامه بالعقبة الأوروبية. ويمكن لدول "التعاون" الانطلاق من القناعة الأميركية بإرهابية الحزب، إذ وضعت واشنطن في وقت سابق حزب الله على القائمة الارهابية الخاصة بها، وبالتالي الاحتكام إلى الجهد الأميركي في إقناع الاتحاد الأوروبي بالضرورة تضافر الجهود لكف يد الحزب عن العبث بالمنطقة. كما يمكن لدول المجلس العمل مع حلفائها الاوروبيين المؤيدين لإدراج الحزب على القائمة الاوروبية للمنظمات الارهابية وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا وهولندا وألمانيا وهي دول وثيقة الصلة بالدول الخليجية وترتبط بعلاقات سياسية واقتصادية متميزة الامر الذي يمكن تسخيره لدعم التوجه الخليجي- الاميركي، والانطلاق نحو الاممالمتحدة.