اتهمت إيران اليوم الخميس السعودية بتزويد المعارضين السوريين بالأسلحة، وقالت إنها تحولت إلى ما وصفته ب"شريك في الجرائم الإرهابية" بحق الشعب السوري. لكنها كررت استعدادها للتعاون مع الرياض بشأن الأزمة السورية. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي -في تصريح نسبته إليه وكالة مهر للأنباء- "إن الرياض تزود الإرهابيين بشتى صنوف الأسلحة الخفيفة والثقيلة وتحولت بذلك إلى شريك في الجرائم الإرهابية بحق السوريين". ويقصد عراقجي ب"الأرهابيين" الثوار في سوريا. وكان المسؤول الإيراني يرد على تصريحات سابقة لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي اتهم فيها طهران بالتدخل في الأزمة السورية. ونفى عراقجي وجود قوات إيرانية على الأراضي السورية، وقال "إن مزاعم تدخل طهران في سوريا تثار في الوقت الذي تتدخل السعودية عسكريا وبشكل صريح وعلني في البحرين منتهكة بذلك جميع القوانين والاتفاقيات الدولية". ووصف المسؤول الإيراني تصريحات سعود الفيصل بأنها "مليئة بالتناقضات"، واتهم السعودية بأنها "تحولت إلى شريك بالإرهاب التكفيري الذي يطال الأبرياء في سوريا". كما أعرب عراقجي عن أسفه لما اعتبره أن السعودية تسير عكس مكانتها في العالم الإسلامي، حيث "تتوافر لديها الإمكانيات الهائلة التي يسهل توظيفها للوحدة بين المسلمين". استعداد للتعاون غير أن المتحدث الإيراني وبعد هذه الاتهامات، أعلن أن طهران مستعدة للتعاون مع السعودية بشأن الأزمة السورية في إطار المبادرة الرباعية الخاصة بسوريا. وقال إن بلاده تأمل أن تواجه مساعيها بتعاون سعودي بهذ الشأن من أجل المساهمة في إيجاد حل سلمي وإنهاء الأزمة في سوريا. يذكر أن إيران هي الحليف الرئيسي الإقليمي لنظام الرئيس بشار الأسد الذي يواجه ثورة شعبية، أسفرت منذ بدأت في مارس/آذار 2011 عن مقتل أكثر من مائة ألف قتيل وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي حذر مؤخرا من أن تسليح المعارضة في سوريا سيؤدي إلى تدمير هذا البلد، وذلك بعد ساعات من تبني اجتماع أصدقاء الشعب السوري بالدوحة تسليح المعارضة وإدانته لتدخل مليشيا حزب الله اللبناني ومقاتلين من إيران والعراق في سوريا. تأتي تصريحات الناطق باسم الخارجية الإيرانية في ظل توتر بين إيرانوالرياض على خلفية بعض الملفات منها اتهام دول مجلس التعاون الخليجي لهذه الدولة بالتدخل في شؤونها الداخلية. وكانت الرياض قد قالت سابقا إنها فككت خلية تجسس إيرانية. كما تأتي التصريحات بعد مدة قصيرة من صعود حسن روحاني المدعوم من الإصلاحيين إلى منصب الرئاسة، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت خلال الشهر الجاري. وقد هنأ ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز الرئيس الإيراني الجديد مشيدا بتصريحاته بشأن تحسين العلاقات بين البلدين. كما أعربت الرياض عن استعدادها لدعم الرئيس الإيراني الجديد إذا ما نفذ تعهداته في ما يتعلق بالعلاقات مع دول الجوار الخليجي والأزمة السورية.