عبارات نسمعها لنفي وقوع الشيء، يطلقها البعض إمعانا بالاحترام للمخاطب. وهي شائعة في منطقة نجد، وربما سمعت في أماكن أخرى من المملكة. والعبارة (مالك لوا) نادرة الاستعمال في الجوار العربي أو هي معدومة. وبدلا من قول: لا، يرفع المتحدث مكانة السامع عن كلمة "لا" ويستبدلها بتلك الجمله. وتندّر البعض بالعبارة لغوياً. فإذا كان أحد من العسكر ينتظر الترفيع إلى "لواء" وحدث أنه لم يرد اسمه أو تأجل للسنة القادمة فيقول له العالم بأمور الترفيعات تلك "مالك لواء"– بكسر اللام هذه المرّة. وربما كان القدماء يقصدون ب(لَوا) داء يصيب المعدة، ويدعو الله أن لا يجعله من حظ المخاطب. وتقول المعاجم:واللَّوَى وجع في المعدة، وقيل: وجع في الجَوف، لَويَ، بالكسر، يَلوى لَوًى، مقصور، فهو لَوٍ. أما اللّواء: العَلَم، والجمع أَلويَة وأَلويات، الأَخيرة جمع الجمع؛ قال: جنح النَّواصي نحو أَلوياتها وفي الحديث: لواء الحَمد بيدي يومَ القيامة؛ اللّواء: الراية ولا يمسكها إلا صاحب الجَيش؛ قال الشاعر: غَداةَ تَسايَلَت من كلّ أَوب كَتائب عاقدينَ لهم لوايا. وتذكر الطرائف أن أحدهم ترفع إلى رتبة فريق. لكن الرتبة جديدة وظلوا مدة إذا قابلوه قالوا: مسا الخير ياللوا. وقديماً إذا سأل أحد صغيراً أو تابعاً شيئا وقال الثاني لاء قاله:لوا يلوي حَنَكك =. أو: لوا يلوي بطنك..! ولدينا في نجد غرائب القول في تقدير المخاطَب إذا كان ذا شأن ومكانة. فإذا سأل الكبير وكان الجواب بالنفي يقولون: طولة عمرك – يعني: لا. أو يقولون: مالك لوا – أيضا تعني لا. ويقولون: سلامتك: أيضا تعني لا. ومن جوانب المجاملات والتحيات في تعبيراتنا المتداولة عبارة "وش لونك" أو "وشلونك" وهي في إجماع اللغويين لم يستعملها العرب قديماً، ولم أجد لها مقابلاً في لغة أخرى. لكنني أميل إلى القول أن السائل يسأل عن الصحة، وتعب المرء أو اعتلاله يظهر على لون وجهه أو بشرته. ومن هنا جاء اختيار السؤال. فحتى عهد قريب كان الطبيب ينظر إلى "لون" اللسان.